kayhan.ir

رمز الخبر: 196381
تأريخ النشر : 2024October26 - 21:51

تمخص الجبل فانجب فأرا

 

بعد 25 يوما من الرد الايراني الصاعق  الذي اصاب الكيان الصهيوني بمقتل، انتقاما لاغتيال الشهيد اسماعيل هنية في طهران حيث وجهت مئات الصواريخ والمسيرات على المواقع العسكرية والامنية الحساسة على طول  وعرض الكيان الصهيوني الذي اخرجت بعضها من الخدمة.

واذا يأتي الرد الصهيوني باهتا وضعيفا والذي اسفر عن خسائر مادية محدودة وهذا ما شكل صدمة كبيرة للكيان وحماته الذين راهنوا على هذه الضربة ورفعوا سقفها الى اعلى الدرجات لتخويف الشعب الايراني لكنهم وجهوا بنكسة من جهة مرة والامر الاخر كان الهدف منها رفع معنويات المجتمع الصهيوني المهزوم وبكلمة ادق كان الهدف من كل ذلك هو للاستهلاك المحلي لا اكثر.

غير ان التنافس  القائم بين نتنياهو وغالانت لقطف ثمار مكاسب الميدان اوقعت غالانت في الفخ وسببت له فضيحة مدوية حيث انطلت عليه صورة قدمت له لحريق في مصفى طهران يعود لعام 2021، كدليل على انها احد نتائج العدوان الذي استهدف ثلاث مناطق في ايران صبيحة يوم السبت.

والطريف ان صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" هي اول من فضحت غالانت وكتبت: "ان هذا الحريق يعود لعام 2021".

وبشهادة اكثر  المراقبين والخبراء ان الضربة الاسرائيلية لايران كانت اشبه بالمسرحية. فكل ما قام به الكيان الصهيوني وعمل من اجله هو كان ردا لاعتبار ردعه وحفظ ماء وجهه لكن الضربة جاءت باهتة وضعيفة رغم استخدام الكيان لاكثر من مائة مقاتلة ومسيرة.

وما كان لافتا ويؤكد هشاشة الضربة الاسرائيلية ان سكان طهران وخلافا لسكان حيفا ويافا الذين سرعان ما يهرعون الى الملاجئ في مثل هذه الحالات، في حين نرى سكان طهران قد هرعوا صباحا الى محل اعمالهم وقد سمعوا بالخبر من زملائهم اثناء العمل وكان يوما طبيعيا واكثر من طبيعي فقد شهدت اسواق الاسهم والعملة والذهب تحركا ملحوظا في المعاملات.

وما قلل من شأن الضربة الاسرائيلية الباهتة هو عدم تسمية الكيان للمواقع التي قصفها والتي تضررت بشكل محدود في وقت طبل الكيان خلال الاسابيع الاخيرة ورفع السقف عاليا بانه سيفعل كذا وكذا، استوقف المراقبين عند هذا الامر وهم في حيرة عما سيفعله الكيان من خطوات ستغير خارطة المنطقة كما يقول وحين حصلت الضربة وبانت ابعادها وفشلها تطابقت مع المثل العربي الدارج "تمخض الجبل فانجب  فارا".

فهشاشة الضربة الاسرائيلية وغباء من خططوا لها سبب لهم فضائح وانقسامات كبيرة في الشارع  الاسرائيلي والكابينت الذين اختلفوا على كيفية الضربة من حيث اثبتت الوقائع على الارض ان قوة ايران وجهوزيتها التامة للتصدي للعدوان الاسرائيلي واجهاضه عبر نجاحات المضادات الجوية الايرانية التي فجرت عشرات الصواريخ والمسيرات في الجو.

لكن ما كان مؤكدا ان اميركا المجرمة والحامية الاولى للكيان الصهيوني وتاكيدها لضمان تفوقه في المنطقة، هي من خططت ووفقت وراء هذه العملية السافرة للاعتداء على بلد مستقل وعضو في الامم المتحدة، لكن عليها ان تعلم ان طهران سبق وان حذرت قبل هذا الاعتداء بان تحرك "اسرائيل" ضد ايران سيقابل برد فعل قوي وقاس خاصة وان مجلس الامن القومي وضع عشرة سيناريوهات على الطاولة وعلى "اسرائيل" ان تستعد للمزيد لانها هي من هددت وعليها ان تتحمل عواقبها الوخيمة.