kayhan.ir

رمز الخبر: 196237
تأريخ النشر : 2024October23 - 21:27

هل هذا التطابق محض صدفة؟!

 

حسين شريعتمداري

1 ـ ان الفئة المعروفة بـ"مجمع مدرسي ومحققي الحوزة العملية في قم"! والتي تشكلت بهدف ايجاد "تيار موازٍ" قبال "جماعة مدرسي الحوزة العلمية في قم"، قد اصدرت بذريعة الاحداث  الاخيرة في غزة ولبنان وما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم وحشية، اصدرت بياناً، اعترفت، وبشكل وقح ومخجل، برسمية وجود النظام الاسرائيلي المصطنع! وبعبارة اخرى قد تطاولت بمواجهة الاسلام ودعم الصهاينة تحت غطاء  تسمية "لا اساس لها" هي مجمع مدرسي الحوزة العلمية في قم! لنقرأ:

2ـ وجاء في جانب من بيان هذه الفئة: "ان هذا المجمع يعتبر عودة هذا الكيان الى الحدود القانونية قبل هجوم عام 1967، وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة هو (نفس حل الدولتين الذي تطرحه القوى الاستكبارية الغربية) هو السبيل للخروج من هذه الازمة"!

وهكذا كما هو ملاحظ، ان هذه الفئة المذكورة تعتبر تشكيل ـ وبعبارة اختلاق ـ  الكيان الصهيوني المشؤوم "قانونيا"! متغافلة ان النظام الاسرائيلي  الوحشي باحتلاله العسكري لارض فلسطين، وارتكابه المجازر الواسعة بحق السكان المحليين لهذه الارض المقدسة، وتشريد ملايين الفلسطينيين من وطنهم و... آلاف الجرائم الاخرى ضد شعب هذه الديار المظلومين، قد تأسس ووجد تحت العنوان المصطنع "اسرائيل"! فما الذي يجعل هذا الكيان الدموي مرتكب المجازر قانونيا؟!

3ـ وفي البيان الذي يخيل فيه انه توصل الى فتح شواهق القمم، وبعنوان خارطة طريق تمت المطالبة "بعودة هذا الكيان الى الحدود القانونية قبل هجوم عام 1967 وتأسيس  دولة فلسطينية مستقلة"!، ينبغي هنا التساؤل هل تجهلون بان الكيان الصهيوني ظهر للوجود منذ عام 1948 بعد ان ارتكب مجازر واسعة بحق الشعب الفلسطيني، بدعم ومساعدات مالية وتسليحية وعسكرية من قبل القوى الاستكبارية؟!

فان كنتم تعلمون، فمن اي جعبة اخرجتم "قانونية" حدود الكيان الغاصب  قبل هجوم عام 1967؟! واذا كنتم لا تعملون ـ في الوقت الذي  يعلم بذلك حتى اطفال الصفوف الابتدائية ـ ولا تعلمون! فما هذا الاصرار بابداء الرأي في موضوع تجهلوه؟!

وبالطبع هنالك تساؤل آخر في البين وهو، انه لماذا تتقدمون بخارطة طريق هي بالضبط نفس الحل الذي تتبناه اميركا واسرائيل واوروبا وبعض الحكومات العميلة في المنطقة؟! فهل هذا التطابق محض  صدفة لا خلفية فيه؟! فان كان كذلك فلماذا لا يختلف قيد أنملة عن رؤية القوى الاستكبارية الداعمة لاسرائيل؟!

4 ـ وامر آخر جدير بالطرح وهو ان كان اعداء الاسلام والثورة والماكنة الاعلامية لهم، هو مجمع ما يسمى مدرسين في حجمه المحدود بعضوية عدة اشخاص، ما كان ضروريا تدوين هذا العمود، ولكن لما كان العدو يستغل تضخيم المسميات، كمخطط اعلامي، فلا يستبعد ان تجعل من هذه الفئة بعدتها القليلة تشكيلة الحوزة العلمية المحترمة لتنسب الرؤى المنحرفة لهذه الفئة الى مجموعة واسعة مترامية الاطراف وهي "جماعة مدرسي الحوزة العلمية في قم"!

5ـ وبالتالي ليس بعيداً عن الذهن هذا الاحتمال بان اشخاصا استغلوا سوء فهم وغفلة هذه الفئة  لاسيما جهل المعنيين منهم، واصدروا البيان المذكور باسمهم!

وهذا الاحتمال وان كان ضعيفاً للغاية، وفي حال كان الامر كذلك، للزم عليهم ان ينفوا صحة هذا البيان المنسوب لهم بعد نشره، ولكن الآن وفي الاقل اذا خدعوا، ان يسارعوا الى تصحيح رؤيتهم ـ او الرؤية المنسوبة لهم  ـ ويطهروا انفسهم من عار دعم هذا الكيان المشؤوم الكيان الصهيوني الوحشي والمجرم.