kayhan.ir

رمز الخبر: 19606
تأريخ النشر : 2015May20 - 21:00

آل سعود في استجارة الصهاينة

بعد ان عاد وفد المحور العربي المنبطح الرجعي الذي يقود التحالف العدواني الظالم ضد اليمن من "رحلة الامل" الى منتجع كامب ديفيد خائبا فاضي اليدين، التجأ الى الكيان الصهيوني الوسيط والبوابة التي توصله الى اميركا والغرب لما يحتله هذا الكيان من مكانة في الغرب بسبب الدور القذر والدموي الذي يلعبه في المنطقة خدمة للمصالح الاميركية والغربية على حساب العرب والمسلمين. فقد التقى مؤخرا وفد من هذا المحور بوفد اسرائيلي في الاردن هوليس الاتصال الاول من نوعه بين دول من المحور العربي المنبطح والكيان الصهيوني فقد سبق ذلك اتصالات ولقاءات كثيرة سواء داخل فلسطين المحتلة او خارجها.

لكن ان تعلن وسائل اعلام صهيونية رسمية امس الاول الثلاثاء بان ممثلين من دول عربية لاتقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل التقوا ممثلين اسرائيليين خلال اجتماع عقد في الاردن بحضور سلك دبلوماسي غربي واميركي له دلالاته بان الطرفين يحملان هموما مشتركة لمواجهة شعوب المنطقة العدو المشترك لهما لانهما باتا يلمسان الفراغ الامني في المنطقة وعليها الاستعداد لواقع امني يتراجع فيه النفوذ الاميركي في المنطقة.

وبالطبع ان للطرفين اللذين يواجهان هواجس امنية مشتركة في التصدي لشعوب المنطقة لهما رغبة شديدة للتعاون الامني بينهما. فالكيان الصهيوني الذي يحتل ارض فلسطين ويصادر حقوق شعبها وقرارها له كثير من اوجه الشبه مع دول المماليك العربية في الخليج الفارسي التي تحكم شعوبها بقوة الحديد والنار وقد اغتصبت حقوقها السياسية وصادرت قرارها لذلك فالاثنان يواجها نفس المخاطر وما عليهما الا التعاون لدر الاخطار عنهما.

وقد سبق ان صرح اكثر من مسؤول صهيوني وفي مقدمتهم نتانياهو بان كيانه وبعض الدول العربية ويعني بها المنبطحة عدو مشترك وهموم مشتركة وهذا يدلل على عمق الروابط والاتجاهات بين الطرفين وبالطبع هذا ليس تحليلا او استشرافا بل واقع يلمسه الكثيرون فمواقف هذه الدول المتخاذلة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من العدوانيين الشرسين للكيان الصهيوني في تموز 2006 على لبنان وفي 2008 و2013 على غزة، ليست خافية على احد بل الاكثر من ذلك يشجعون الكيان الصهيوني على سحق المقاومة في هذين البلدين مهما كانت الخسائر البشرية والمادية.

وفي خضم هذا التسريب المتعمد لوجود تنسيق عربي ــ صهيوني في الاردن، فتصريح جنرال سعودي سابق مقرب من العائلة الحاكمة لصحيفة "يديعوت احرونوت" بانه يدعو حكومة نتانياهو الجديدة الى قبول مبادرة السلام السعودية فهي لاتزال مسارية ولم تختف مع تغير الحكم من السعودية "لكنه في نفس الوقت يؤكد بان الملك سلمان ومستشاريه يؤيدونها، لم تكن عفوية بل جاءت لانقاذ الرياض من محنتها وما من شك بان اجتماع الاردن الصهيو ــ عربي الذي تتقدمه السعودية جاء بطلب والحاح من الرياض وان كان الرغبة الصهيونية متوفرة لان الطرفين في عزلة ويواجهان غضب وسخط الرأي العام العالمي بسبب سياساتهما العدوانية والاجرامية وان رجحت كفة الاجرام السعودي وابعاده الوحشية ضد اليمن على الصهيوني في غزة.

وبالرغم من ان الدافع والمحرض الرئيس للعدوان السعودي على اليمن هي اميركا المجرمة الا ان شراسه هذا العدوان وعنفه المفرط ضد المدنيين العزل ومنشآت البلد الخدمية المدنية باتت تضغط بشدة على الجانب الغربي وتحرجه امام الرأي العام الداخلي والعالمي لذلك بات النظام السعودي يشعر بالعزلة والمازق وهذا ما اتضح من تصريحات كولن باول وزير الخارجية الاميركي الاسبق لمحطة "فوكس" باننا اخطأنا بترك السعودية تهاجم اليمن وكان علينا ان لا نصدق بوعودهم. فقد "قال لنا سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لا تستمر اكثر من 10 ايام وان الجيش السعودي سيدخل صنعاء في اليوم السابع".

وحاشا والف حاشا لله ان تذهب دماء الشعب اليمني البريء خاصة اطفاله ونسائه سدى فالانتقام الالهي آت وآت وقريب جدا باذن الله واوله حالة الاذلال والانبطاح التي نشهدها على عتبة الصهاينة لانهم الوسيلة الى اميركا والغرب في التوسط لئلا يتركوا النظام السعودي ينحدر في الهاوية لانها العمق الاستراتيجي لهذا الكيان كما كانت مصر في عهد مبارك.

ان واقعكم المزري والمأساوي بلغ حدا لتظهروا فيه كالغريق التي يتشبث بالعشب الى اين وصل بكم الغباء ان تلجأوا الى "اسرائيل" التي هي في طريقها الى الزوال وهذا ما سيشهده باذن الله جيلنا الحاضر وليست الاجيال القادمة.