بعد الضربة الاستراتيجية  الموجعة جدا التي وجهتها المقاومة الاسلامية في لبنان الى العدو في عقر داره في بنيامينا جنوب حيفا اي استهدافها قاعدة العسكرية السرية المستحدثة لقوات النخبة في لواء "جولاني" والتي اجمعت الصحافة الاسرائيلية عليها بالكارثية، دخل الكيان الصهيوني في غرفة الانعاش وحتى كتابة هذه الس طور لم يصدر اي تصريح رسمي حولها بل كل من انعكس في هذا المجال كان من وسائل الاعلام الاسرائيلية.

العملية النوعية للمقاومة الاسلامية في استهداف القاعدة العسكرية للواء الجولاني وابعادها الكارثية كانت حقا عملية نوعية بامتياز قد اقضت مضاجع العدو الصهيوني ووضعته على حافة الانهيار الحتمي لدرجة وصفت بعض وسائل الاعلام الصهيونية بان حدث  في جنوب حيفا بـ "الاحد الاسود" ورغم تكتم  العدو الشديد على خسائره في هذه القاعدة الا ان محطة الـ "سي ان ان" الاميركية نقلت عن بعض المصادر الاعلامية الاسرائيلية بان خسائر الاحتلال في هذه الضربة  الموجعة بلغت 40 قتيلا واكثر من 140جريحا بينهم كبار الضباط.

العملية المتقنة التي نفذتها المقاومة الاسلامية في بنيامينا شكلت فضيحة تاريخية للعدو الصهيوني الذي يمتلك احدث التقنيات الغربية  وهي في اتم الجهوزية وطائراتها تحلق على مدار الساعة في الاجواء ولم يستطع الكشف عن المسيرة وهي تدخل الى عمق 70 كيلومترا وتستهدف قائمة لتجمع قوات النخبة في حفل العشاء وتريدهم بين قتيل وجريح.

وقد وصف (يوم الاحد) هو الاعنف منذ انطلاقة عملية "طوفان الاقصى" حيث كان يوما  داميا للعدو الصهيوني الذي اصبح مكشوفا امام المقاومة الاسلامية في لبنان التي شخصت نقاط ضعفه ومخابئه.

ان هذه العملية اثبتت لدول العالم والكيان الصهيوني مدى قدرات حزب الله المعلوماتية والاستخباراتية ورصده لمثل هذه المواقع وزمن فترة تناول قوات النخبة للعشاء. فصدمة هذه العملية وابعادها اللاحقة كانت موجعة للعدو وحماته  الذين يسارعون اليوم للتركيز على وقف اطلاق النار والاعتماد الحل الدبلوماسي  وهذا ما جاء في الاتصال الهاتفي الذي دار بين وزير الدفاع الاميركي ونظيره الصهيوني وهذا هو اول الغيث حيث اكد احد قادة حزب الله بانها هذا هو اليسير الذي تعده المقاومة الاسلامية في لبنان للعدو واذا ما استمر بالاصرار  في عدوانه على لبنان فان القادم سيكون اعظم، وهذا ما ترجم امس على الارض فورا حيث كثفت المقاومة الاسلامية من اطلاق صواريخها  على الجبهة الشمالية وحتى مستوطنات "حيفا" و"تل ابيب" حيث  دوت صفارات الانذار في مئات المدن والبلدات والمستوطنات اضافة الى استخدام المقاومة الاسلامية لصواريخ باليستية لاول مرة وهكذا استهدافها لقاعدة بحرية تعد الاولى من نوعها في هذه المعركة.

فالكيان الصهيوني اصبح اليوم مطوقا من كل الجهات خاصة وفد بان عجزه التام في اختراق ارض الجنوب اللبناني وتدنيسها وهذا ما اقلق اميركا وحماقة الغربيين الذين بدأوا الابتعاد عنه تدريجيا بسبب الاحراج  الذي يواجهونه جراء المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

فمباغتات المقاومة الاسلامية اللبنانية للعدو الصهيوني خلال الـ 48 ساعة الاخيرة ومنها نشر فيديو تؤكد فيها المقاومة ان "قدراتها بالف خبر" هز الكيان الصهيوني الذي ادعى انه قضى على ثلثي قدرات حزب الله.

واذا ما تكررت مثل هذه العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الاسلامية اللبنانية فان الكيان الصهيوني سيعجل  الخطى في منحدر السقوط الحتمي الذي ينتظره.