ألم يحن الرد بالمثل بعد؟
تجربة عام من عملية "طوفان الاقصى" بما لها من مديات تعتبر بحق نقلة استراتيجية وعلامة فارقة في مسار الصراع مع العدو الصهيوني لانها تجسيد لحق مشروع في الدفاع عن النفس وهي لاول مرة تنقل المعركة الى ارض العدو. هذه التجربة الجهادية تدفع المراقب لقضية الشعب الفلسطيني ان يتساءل اين المشكلة ان تلتزم اغلب النخب والمفكرين وحكام الدول العربية والاسلامية وشرائح من الشعب الصمت وعدم اللامبالاة بالظلم الواقع على غزة منذ اكثر من سنة في اطار جرائم الكيان الصهيوني ومجازره المستمرة منذ اكثر من 75 عاما.
فلابد من اعادة الامور الى نصابها والبحث عن مخارج لانقاذ الشعبين الغزاوي واللبناني. فإسلامياً نجد انه خلال فترة قصيرة نُسخت احكام في الحرب على يد رسول الله (ص) كي تتواكب الاحكام الشرعية مع نظرية الزمان والمكان من ادخال الرعب في قلوب الاعداء حتى اذا استتب الامر فلا ضير من ابقاء الاسرى. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تتعامل حتى الان قوى المقاومة وجهات الاسناد بالرد بالمثل حول قصف الكيان الغاشم للمناطق السكنية؟ ألم يقل سيد الشهداء المقاومة الشهيد نصرالله: "ان أي حرب سنخوضها ستكون بلا سقف وبلا حدود وبلا خطوط حمراء؟
اذن لابد من دراسة جميع الاحتمالات خلال مواجهة العدو، لكي لا نبقي ثغرة امنية. ومن هذه الامور المهمة عدم الاعتماد على الدول التي تسير في الفلك الاميركي والتي كان لها موقف لا يرضاه الله ولا رسوله من اخوتهم المسلمين في بعض الدول العربية التي تعرضت للعدوان الاميركي الغاشم. ففي عاصفة الحزم على اليمن شاركت السعودية بـ150 الف مقاتل ومائة طائرة، والامارات بثلاثين طائرة والكويت بـ15 طائرة والبحرين كذلك والمغرب بست طائرات وقطر بعشر والسودان بخمس.
وفي عملية (فجر اوديسا) على ليبيا في 19 مارس من عام 2011، شاركت كذلك الدول العربية التالية؛ مصر والسعودية والامارات وقطر الى جانب القوات الاميركية لقصف بلد اسلامي. وهكذا في عملية (عاصفة الصحراء) على العراق شاركت؛ مصر والسعودية والمغرب والكويت و سورية وعمان وقطر والامارات...
فشهدنا الانقسام في الصف العربي واضحاً، بينما كانت الجمهورية الاسلامية تعارض بشدة مثل هذه القرارات ضد الدول المستقلة وحتى العراق رغم ما تحملته من حرب لثمان سنوات فرضها صدام عليها.
واما الشاهد الدولي فانه يصدق على ضرورة مشاركة مجموعة من الدول ومدى فاعلية الاتحاد والاعتماد على الاسناد لتنفيذ المهام المرجوة كما حصل في الحربين الكونيتين بالقضاء على طموحات المانيا رغم قوتها العسكرية.
فقد علمتنا تجربة الصراع الحالية كيف ان الشعور الانساني العربي والاسلامي قد غط في نوم عميق يصعب معه استنهاض ليس الحكام سواء العرب والاسلاميين وحسب بل حتى الشعوب رغم المشاهد المؤلمة في غزة والتي من المفترض ان تثير العالم اجمع، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وكما يقول المثل بانه لا يحك ظهرك مثل ظفرك. وها هي جميع فصائل المقاومة الاسلامية وجبهات الاسناد منضوية تحت ظل قيادة موحدة باسم محور المقاومة التي تأتمر بأوامرها حرفيا ومؤمنة بالنص الشريف:
"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين"(1)
1 ـ البقرة 249