kayhan.ir

رمز الخبر: 195132
تأريخ النشر : 2024October05 - 21:12

الدور المرحلي وضرورة افاقة الامة

يبدو ان الاسباب  والدوافع التي شكلت توجهات اجيالنا الماضية وصاغت رؤاهم وحددت خطاهم مازالت تعشعش في رؤوس  غالبية حكام المنطقة والطبقة التي  تسمى بالفاعلة  في الامة من تيارات فكرية وحزبية ونخب واعلاميين وحتى عسكريين ولاجل الخروج من هذه الحالة نحتاج الى ادوات اخرى غير الحماسة والخطابة والاندفاعات الطائشة، مما جعل البعض يظن انه  مؤهل للعب دور الشريف حسين الذي قاد الثورة العربية حزيران عام 1916.

من هنا لابد ان نسلط الضوء على الجوانب التي تعري الاسباب الكامنة ومواطن الخلل التي اوقعت مجتمعات اقطار العالم الاسلامي والقت بها في هوة ممارسة النقيضين؛ الانتماء العرقي  والديني.

هذا الواقع هو الذي حثت عليه مروياتنا الحديثية بان على العالم ان يظهر  علمه، بعد ان تستولي الشبهات على مسلمات مجتمعنا. فتجربة الجمهورية الاسلامية في ايران أماطت الكثير من الاقنعة التي تسترت بها ثلة من الحكام المفروضين بالتوارث فيطلق على البعض راعي الرعية وعلى آخرين حامي المقدسات وصائن المذهب.

وليس صدفة ان تستفيق رجالات بعض المجتمعات الاسلامية وتمد يد التضامن مع قائد الثورة الاسلامية الكبير الامام الراحل روح الله الخميني رحمة الله عليه، مع التباين القومي والجغرافي الواضح.

وللحق نقول ان ثمار جهود مضنية في سنوات عجاف قد تعود لامثال الامام موسى الصدر  المغيّب  والسيد الشهيد محمد باقر الصدر، وامثالهما من أذاب ذاته وقوميته ومصالحه في القضية الاساس ألا وهي اعادة الامة لما كانت عليه "كنتم خير امة".

ورويداً رويداً انقشعت عن باصرة الكثير من ابناء  الامة حجب التعصب للمذهب او العرق، ولم يتحقق ذلك الا بعد ان شاهدوا مدى اخلاص القيادة الحاكمة في ايران الاسلامية حين قدموا الغالي والنفيس لاجل نصرة المستضعفين، في حين كان اسهل لهم ان يديروا ظهورهم عن الشعوب الاخرى وينشغلوا في رفاه البلاد.

وخير شاهد  على ما قلناه، إقامة صلاة الجمعة في طهران بامامة قائد الثورة الاسلامية بمشاركة مليونية من ابناء الشعب، وسط دهشة العالم ان يؤم الصلاة في هذا الظرف الحساس في فضاء مفتوح وهو اكبر تحد للاستكبار والصهيونية، فاكد سماحته: "للشعب الفلسطيني كامل الحق في ان ينتفض  في وجه المحتل الذي أهدر حياته. كما انه لا يحق لاحد انتقاد اللبنانيين في مساندة اشقائهم الفلسطينيين بالدفاع عن ارضهم".

ان هذا الاصرار من القيادة الاسلامية على المواجهة ونصرة المظلوم  فيه لغة تخاطب من لازال يشكك وينتقد ويلقي اللوم على المظلوم ويبرئ الظالم من فعلته، لعل ان تنفع بيقظتهم بعد ان سقطت كل اوراق التوت عن عوراتهم، مع ما للصراع من مصاعب وتضحيات جسام وتقديم قرابين من خيرة الامة، ولكن القرآن الكريم قد بيّن هذا الامر منذ اليوم الاول لجهاد المسلمين في صدر الاسلام حين قال: "ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيما" نساء/104 .

أليس مصداق  هذه الشجاعة في ابتغاء القوم بيّنة واضحة في عزيمة قائد الثورة، وكما قال اميرالمؤمنين عليه السلام: (ما اوضح الحق لذي عينين).