نتيجة مطلوبة يا سيد بزشكيان بعد بداية متعثرة
حسين شريعتمداري
1 ـ يحكى ان شخصاً كان يقترض من الآخرين ويمنيهم بوعود كاذبة. ولما تفاقمت عليه الشكاوى، حكم قاضي المدينة ان يركبه حماراً ويجال به في الازقة ويصيح المنادي، ان هذا الشخص مخادع ينهب اموال الناس فلا تثقوا به بعد الآن ولا تقرضوه اذ لا يعيده لكم. فتم تنفيذ حكم القاضي وجالوا به المدينة وهو على ظهر الحمار، حتى اذا جن الليل، انزله صاحب الحمار وطالبه بأجرة الحمار!
فتبسم الرجل وقال له: ألست كنت المنادي من الصباح انني رجل مخادع وان لا تثقوا به لانه لا يعيد لكم قرضكم! فصرت الآن تطالبني باُجرة ركوب الحمار؟!
2 ـ ان سيد بزشكيان رئيس جمهور بلدنا المحترم اشار الاحد الماضي خلال الاجتماع باعضاء الحكومة، الى نكث المسؤولين الاميركيين والاوروبيين للعهود وخداعهم، قائلا: "ان ادعاءات مسؤولي اميركا والدول الاوروبية حيال عدم رد ايران على قضية اغتيال الشهيد هنية بانها وعد بوقف اطلاق النار كانت كذبا محضاً، اذ ان اعطاء الفرصة لهكذا مجرمين يجرؤهم اكثر على ارتكاب المزيد من الجرائم".
ان تصريحات السيد بزشكيان تظهر إن قادة اميركا والدول الاوروبية قد وعدوه أنه اذا تراجعت ايران عن الانتقام لدم الشهيد هنية ولا تقوم برد على جرائم الكيان الصهيوني، فهم سيتعهدون بايقاف الحرب في غزة ولبنان ويعملوا قرار وقف إطلاق النار!...
بما يعرفه رئيس جمهورية بلدنا المحترم عن نكث العهود والكذب والماهية الاجرامية لاميركا وبعض الدول الاوروبية ـ او ينبغي ان يكون عارفاً ـ ما كان متوقعاً منه ان يصدق بوعود هذه الموجودات الفاسدة المنحطة!...
3 ـ في الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي قال السيد ظريف مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الستراتيجية الذي حضر نيويورك برفقة رئيس الجمهورية، في حديث لقناة (NBC NEWS):
"بعد اغتيال اسماعيل هنية طلب منا المجتمع الدولي ولاجل إنهاء حرب غزة ان نلتزم ضبط النفس، الا ان وعد وقف اطلاق النار لم يتحقق"! وهنا ينبغي ان نسأل السيد ظريف؛
الف: لطالما شهد جنابك وباقرارك نكث العهود واكاذيب اميركا واوروبا، فلماذا انطلت عليك الخدعة الاخيرة بخصوص وقف اطلاق النار؟ الم يكف كارثة خطة العمل المشتركة والتي حسب قولك "كانت ضرراً محضاً"، وانطلت على بعض السذج، فحملت على بلدنا من قبل اميركا والترويكا الاوروبية، لتكون درس عبرة لجنابك كي لا تصدق مرة ثانية بوعودهم الخداعة؟!
باء: وخلال مقابلة مع "ان بي سي نيوز" كنت قد قلت "ان المجتمع الدولي كان قد طلب منا..."! فهل ما زلت تعتبر اميركا وعدة دول اوروبية بانهم المجتمع الدولي؟! بينما تُخرج اكثر من مائة وتسعين بلداً وعدة مليارات من السكان من التصنيف العالمي؟!
4 ـ اذا ما السادة المعنيين قد اعطوا وعد [ما يسمى] ضبط النفس وعدم الانتقام قبال المشروع الاميركي الاوروبي المخادع! فهنا يثار هذا التساؤل ، انه لماذا وعلى اساس اي صلاحية قانونية اعطيتم هذا الوعد؟! اذ ان الانتقام من جريمة الكيان الصهيوني على بلدنا، هو، أولا؛ حق ايران الطبيعي والقانوني، وهذا الحق القانوني يعرف في القانون الدولي بعنوان "حق المقابلة بالمثل"، وثانيا؛ ان الحكومة المحترمة ليس لها حق اتخاذ القرار لوحدها في هذا الامر.
5 ـ وبالتالي، فانه بالرغم من ان ثقة رئيس الجمهورية المحترم بالوعد الكاذب لاميركا واوروبا غير متوقع ومما لم يكن ينبغي حصوله من جنابه، الا ان هذه البداية السيئة المرة اعطت نتيجة حسنة، النتيجة التي يؤخذ منها الدرس والعبرة.
فلننظر لتصريحات السيد بزشكيان خلال اجتماع الكابينة الحكومية الاحد الماضي، فلقد قال؛ "ان ادعاءات مسؤولي اميركا والدول الاوروبية حيال عدم رد ايران على قضية اغتيال الشهيد هنية بانها وعد لوقف اطلاق النار كانت كذباً محضاً"، ليخرج بنتيجة بان "اعطاء الفرصة لهكذا مجرمين يجرؤهم اكثر على ارتكاب المزيد من الجرائم".
فنلاحظ ان السيد بزشكيان بمشاهدته نكث العهد والكذب الصادر من مسؤولي اميركا واوروبا، يصل الى نتيجة منطقية، وقانونية وثورية، بان اعطاء الفرصة لهكذا مجرمين سيستتبع زيادة رقعة جرائمهم وهذا يعني بشكل جلي انه ينبغي عدم الترديد والتشكيك في التصدي لجرائم هؤلاء المجرمين ومنها الانتقام من الكيان الصهيوني...
6 ـ وقبل دقائق من تدوين هذا المقال انتهت مهلة الصبر، اذ بدأ حرس الثورة الاسلامية الشامخ وبالتنسيق الكامل مع ابناء الجيش الابطال وسائر المراكز المعنية، بهجوم مدمر من الوزن الثقيل على فلسطين المحتلة ونظام "اسرائيل" المجرم...
واعتزازاً لهذا الحدث، نرفع اصواتنا مع الشعب الايراني المسلم الكبير بمباركة جميع الشعوب المسلمة واحرار العالم كما ونبارك من صميم قلوبنا الاخ العزيز جناب رئيس الجمهورية. الله اكبر ... الله اكبر...