kayhan.ir

رمز الخبر: 194930
تأريخ النشر : 2024October01 - 20:19
في خطة مدروسة بفطنة وذكاء..

المقاومة تفشل خديعة الغزو البري لاستدراجه فوق السطح وكشف مواقعه

 

 

 

بيروت- وكالات:- نجح حزب الله ، بفطنة وذكاء، في إفشال خديعة عسكرية سياسية إعلامية مركّبة، لاستدراجه فوق السطح وكشف مواقعه، عبر بروباغندا إعلامية بأنّ "جيش" الاحتلال بدأ غزواً برياً في الجنوب.

في خطةٍ مدروسة في الكواليس العسكرية والسياسية والإعلامية، عمل الإعلام الإسرائيلي والغربي، وبعض الإعلام العربي، طوال نهار أمس، وحتى الليل، على نقل تسريبات ومعلومات عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بأنّ "الغزو البري" لجنوب لبنان بات وشيكاً، وقد يحدث في غضون ساعات

وتزامن ذلك مع الحديث عن استعدادات قام بها "جيش" الاحتلال بالفعل من أجل البدء بالغزو، بحيث نقلت قناة "إن بي سي" الأميركية عن مسؤول أميركي، أنّ "إسرائيل بدأت بالفعل عمليات استطلاع ونشر مهندسين لتنفيذ مهام مثل اختراق الحواجز".  

كما تناقلت الوسائل الإعلامية أنباءً عن "انسحاب الجيش اللبناني من بعض النقاط على الحدود، وسط التوغل البري الإسرائيلي فجراً"، تمهيداً لهذا التوغّل

وهكذا، تحوّلت هذه الأنباء الواردة إلى واقع، وباتت الأنظار، داخلياً وعالمياً، كلّها ترتقب "الغزو" الإسرائيلي لجنوب لبنان، في حين لم يطُل الأمر حتى انكشف أنّ ما جرى هو جزءٌ من كمين إسرائيلي، شاركت فيه الوسائل الإعلامية، سواء عن علم وإدراك، أو عن خفّة ولا مسؤولي، من أجل استدراج المقاومة وإيقاعها في كمين الظهور فوق السطح والأرض، وبالتالي انكشاف أمر المقاومين لأعين "جيش" الاحتلال، ومن ثم كشف مواقعهم، تمهيداً للإجهاز عليهم، أو إعداد خطة لاحقة في هذا الإطار.

هذه الخطة، كان الاحتلال الإسرائيلي قد استخدمها سابقاً في معركة "سيف القدس" في قطاع غزة عام 2021، وفشل فيها أيضاً، بعدما كان يحاول تدمير "مترو أنفاق" المقاومة الفلسطينية في القطاع وإيقاع مئات الشهداء خلال هذه العملية، عبر الإيهام والخداع ببدء عملية برية لقوات الاحتلال داخل القطاع تؤدي إلى تموضع مقاتلي المقاومة في الأنفاق، ومن ثم استهدافهم داخلها، إلا أنَّ نباهة المقاومة استخبارياً وتحليلياً وميدانياً أفشلت هذه الخطة بالتعاون الأمني والاستخباري مع محور المقاومة، وخصوصاً حزب الله

وعليه، فإنّ حزب الله يعرف عدوّه جيداً، ويقرأ ما بين السطور، وهو مدرك وخبير بأمور الميدان، ولديه معطياته الاستخباراتية والعملياتية، بحيث تعامل مع الخديعة العسكرية السياسية الإعلامية المركّبة في جنوب لبنان، بفطنة وذكاء وضبط نفس، محبطاً هذا الاستدراج الخفي، على الرغم من إعلان "الجيش" أنّه بدأ بالغزو، وعلى الرغم من كل الضغوط والحرب النفسية التي مورست على المقاومة وقيادتها وبيئتها

لم تنجرّ المقاومة للكمين، وهي بدلاً من ذلك، تركت الكلام للميدان، بحيث لم تصدر أي تصريحات في هذا الخصوص سوى البيانات العسكرية. فوسط كل الأنباء عن توغل برّي واشتباكات عنيفة تدور بين المقاومين وقوات الاحتلال، التي نفاها مراسل الميادين في الجنوب، كان حزب الله يستهدف التجمعات والتحشيدات والتحركات العسكرية الإسرائيلية في الحافة الأمامية من الحدود، محققاً إصابات مباشرة

فقد أعلن حزب الله في ساعات الليل المتأخرة، استهدافه تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي ‏ العديسة و كفركلا بالأسلحة ‏المناسبة، كما استهدف تجمعاً لجنود الاحتلال في مستعمرة "يفتاح" بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة، وأيضاً تجمعاً آخراً للجنود في مربض "الزاعورة" بصلية صاروخية، وأيضاً استهدف قوة لجنود الاحتلال ‏عند بوابة مستوطنة شتولا بالقذائف المدفعية.

وفي خضمّ ذلك، عاد الإعلام الإسرائيلي لينفي تنفيذ توغل بري في الجنوب، حيث قالت "القناة الـ 12" الإسرائيلية إنّه "خلافاً للتقارير، لا يوجد حالياً أي دخول بري للجيش الإسرائيلي إلى لبنان"، فيما أكّدت اليونيفيل أنّه "لا يوجد توغل بري إسرائيلي الآن في الجنوب"، وأنّها لم "تتلقّ معلومات عن ذلك، لكنها قلقة من احتمال حدوثه".