kayhan.ir

رمز الخبر: 194912
تأريخ النشر : 2024October01 - 20:17

استقطابية الروح الثورية

 

النواة التي أوجدت طفرة في نهج المقاومة الاسلامية ودفعت بسلفية التنظيمات الرتيبة نحو واقع يبلور الاحداث لسنوات ممتدة، ليست إلا الروح الاستقطابية الثورية للسيد الشهيد حسن نصر الله، فأجمعت فتية آمنوا بربهم وزادهم الله.

فليس من السهل ان توصل القيادة حالة الغليان لدى الشارع الى طموحها. اذ هناك القيادات الوصولية التي تحاول ان تركب الموجة وان تساوم على المبادئ، اذن لابد ان تلتقي القيادة مع الكوادر في مفاهيمها لا ان يستقل في قراره، والهيكل التنظيمي الذي لا يتحرك بأوامر القائد طواعية يسهل الانقضاض عليه.

ان ما رسمه السيد الشهيد لاخوانه وانصاره مشكاة تنير لهم الدرب فلا يحيدون طرفة عين فهم حنفاء في تمضية المشوار الصعب.

وحتى بعد استشهاده يتحدى سيد المقاومة أعداءه في التطاول على تدنيس الحدود اللبنانية، ويجرأوا على المواجهة البرية. فلا نقول ان المقاومة اللبنانية كاسطورة طائر الفينيق الذي ينبعث مجددا من رماده، فهيهات  ان تتمكن اي قوة النيل منها كي تنبعث مجدداً، انها عملية استخلاف حين يتسلم قائد جميع مقومات الذي سبقه.

ان ساعة المواجهة الحقيقية قد بدأت للتو، حين دعا جيش الاحتلال السكان في الضاحية الجنوبية لبيروت اخلاء مناطقهم فورا، وانه سيضرب بقوة، فيما اكد مسؤولون صهاينة باننا نستعد لغزو بري وشيك يركز على القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان. وهذا بالضبط ما كانت تنتظره المقاومة الاسلامية حيث المواجهة من قريب لاخلف جدر محصنة، لتذيق جيش الاحتلال مر القتال ولكن هذه المرة لا تتركه يفلت كما فر من قبل في عام 2000 بعد توغله جنوب لبنان. وستكون هذه المواجهة ساحة اختبار لكل اولئك الذين يدعون صحة مواقفهم وحكمتهم في الشأن السياسي وادارة البلدان، فهل سيضلون ابواقاً دعائية لما يريده الغرب وكيان الاحتلال، أم يكفروا عن كل اخطائهم في تحليل الامور ويسارعوا برفد المقاومة بما بخلوا به عقوداً من الزمن، فالحياة هي ساعة جهاد مع النفس والشيطان.