kayhan.ir

رمز الخبر: 194895
تأريخ النشر : 2024October01 - 20:14

عباءته غمام القرى 

 

عبير حمدان

 عبير حمدان

سيد المقاومة لم يرحل، إنه يحمل سيف الحقّ ليذود عن أمة فيها من لا يعرف قيمة عظمائها إلا حين الغياب..

لم يرحل، إنه ينسج درب العودة إلى كل البيوت المتشحة بالسواد ويمسح عن جبين الأطفال خوفهم من صوت المقاتلات الحربية ويتلو الآيات على مشارف فلسطين التي لأجلها غفت عيونه، فكان ولما يزل سيّد المقاومة على طريق القدس وفلسطين

لم يرحل، وعباءته غمام القرى والمناطق التي تزفّ شهداءها وترفع الركام إيذاناً بإعلاء راية الانتصار، وكيف لا تنتصر الإرادة الثابتة والموقنة بأن الأرض لأهلها، ولمن سقاها بطهر الدماء

لم يرحل. إنه مقيم في عيون الشرفاء وفي نبض الجداول وفي موج السنابل وفي كل الأفياء، وفي خفق القلوب وفي شرايين الزيتون وفي صحف الدعاء

سيّد المقاومة لا تغيّبه أطنان صواريخ الحقد، لأن الحق صلاة تقترن بالشهادة التي تشرّف الكون كله وبها ترتفع السماء.

سماحة السيد! كيف نخنق حريق المقل وضيق الأنفاس ووجع الروح؟ كيف نقارع اليتم وقد تكالبت علينا شياطين الأرض؟؟

سيّدنا! عهدنا بك أنك لم تخلف وعداً، بل جعلت من المستحيل أمراً مفعولاً، ويكفينا فخراً أننا عشنا في زمنك، زمن الانتصارات ونثق بأن دماءك طوفان الحق الذي سيزيل المحتل

سيّدنا! ستنتهي الحرب وسنعود إلى الضاحية حيث غبار نعليك مزار القيامة ومحراب النذور والحجّ الأول والأخير