kayhan.ir

رمز الخبر: 19446
تأريخ النشر : 2015May17 - 21:33

حوار الرياض لايزيل تبعات العدوان!!

مهدي منصوري

من المفارقات التي لايمكن ان تقنع القارئ او المستمع ان الرياض التي وخلال اكثر من اربعين يوما وهي تقوم بتدمير اليمن وتلحق الاضرار الكبيرة ليس فقط في البنى التحتية بل انها خلفت وراءها المئات من الشهداء والجرحى والمشردين ومارست حصارا قاسيا لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا اذ منعت وصل المواد الغذائية والعلاجية لهذا البلد، تاتي اليوم لتعقد مؤتمرا للحوار بين الاطراف اليمنية بقيادة الرئيس الهارب بل والذي كانت له اليد الطولي في تدمير وقتل ابناء جلدته من خلال اعطائه الضوء الاخضر للسعوديةللقيام بعدوانها الغادر كما صرح بذلك الناطق باسم عاصفة "الخدم".

والسؤال المهم والذي بقي حائرا في اذهان الكثيرين، اذا كان الحوار هو الحل لمشكلة اليمن فلماذا قامت السعودية بعدوانها المدمر للحرث والنسل؟ ، والذي كلفها اثمانا باهضة بحيث وصلت الخزينة السعودية للافلاس؟، واذا كانت الرياض وعملاؤها من المأجورين اليمنيين امثال هادي ومن لف لفه يعلمون بان الحوار هو الحل، فلماذا لجأوا الى اعلان عدوان همجي لم يحصدوا منه سوى الفشل والخسران؟.

الجواب على هذه التساؤلات ليس بالصعب، بل الذي اتضح للجميع اليوم ان السعودية ليس فقط منيت بهزيمة منكرة بل انها فقدت اعتبارها بين كل شعوب العالم وخاصة الاسلامي، لانها استرخصت الدم اليمني وبصورة لايمكن تصورها. وقد كانت تعتقد انها تستطيع ومن خلال هذا العدوان ان تجبر شعبا على الاستسلام لارادتها والخضوع لاملاءاتها، لكن الشعب اليمني وبصموده الرائع وبوحدة موقفه ضد العدوان قد افشل المخطط السعودي الاميركي الصهيوني في مهده ووضع السعودية امام طريق واحد الا وهو الاستسلام لارادته من خلال اعلان الهدنة ا لمخزي لها ولحلفائها وعملائها.

ولذلك فان مؤتمر الحوار الذي عقد في الرياض وكما عبرت عنه اوساط اعلامية وسياسية انه جاء لكي يزيل تلك البقعة السوداء والقاتمة التي رسمت في اذهان كل الشعوب المحبة للحرية ضد السعودية لهمجية عدوانها اللامبرر واللامشروع.

ولكن المضحك في الامر ان المتحاورين من اليمنيين في الرياض لايمثلون الشعب اليمني ولا يمكن ان يكونوا الناطقين باسمه لانهم هم الذين أيدوا العدوان السعودي أي ان هؤلاء هم القتلة الواقعيين للشعب اليمني بالاضافة الى السعودية، فكيف يمكن ان يضعوا أنفسهم في موقع انقاذ اليمن، والسؤال المهم لهؤلاء ممن ينقذون اليمن؟، من الذين تلقوا الصواريخ والقنابل العنقودية وغيرها من الاسلحة المحرمة وهي تنهال عليهم كالمطر لالسبب سوى انهم يريدون لبلدهم ان يكون مستقلا غير منقادا لارادة الاخرين؟.

والسؤال الاخر هو لماذا كان الذين يقودون ادارة الامور في اليمن سواء كان انصار الله والأحزاب الوطنية الاخرى لم يكن لهم دور في هذا الحوار؟ وماذا سيكون مصيرهم بعد ان يتخذ المجتمعون في الرياض قراراتهم؟، وواضح ان قرارهم الاول والاخير هو الطلب من ابناء اليمن الابطال الذين واجهوا العدوان ان يتركوا ارضهم ويذهبوا بعيدا ليحتل العملاء والقتلة مواقعم ويديروا شؤون اليمن بما تمليه عليهم الرياض، وهل يمكن ان يقبل بهذا الامر من يملك عقلا ووعيا من ابناء الشعب اليمني؟.

ان مؤتمر الحوارفي الرياض قد كتب على نفسه الفشل منذ اللحظات الاولى لانعقاده لانه لايمثل كل شرائح الشعب اليمني الوطنية والسياسية، ويمكن القول ان هذا المؤتمر قد جاء لانقاذ السعودية من ورطتها ومن الاستحقاقات الكبيرة التي يجب ان تدفعها للشعب اليمني لما قامت به من تدمير وقتل وشل الحياة العامة هناك.

ولذا فان الحوار الحقيقي هو الذي يقوده اليمنيون وحدهم وفي بلدهم وعلى أرضهم، لا ان ينتظرون الحلول تهبط عليهم من الخارج الذي ابادهم وجرعهم المأساة من اجل ان يحقق املاءاتهم التي لاتريد لهذا البلد الامن والاستقرار، والذين بات ذلك واضحا من خلال ممارساتهم العدوانية التي طالت الاخضر واليابس في هذا البلد.