kayhan.ir

رمز الخبر: 19340
تأريخ النشر : 2015May16 - 21:02

ارفعوا أيديكم عن اليمن

ميلاد عمر المزوغي

منذ زمن ليس بالقصير اتخذ اليمن الموحد كمكان لتعليم الفكر الإرهابي القاعدي فالتقى على أرضه شباب في مقتبل العمر من كافة الجنسيات يتم إرسالهم إلى أفغانستان بعد أن يتشبعوا بروح العداء لكل من يخالفهم الرأي عاثوا في الأرض فسادا,وبعد أن انتهت قضية أفغانستان عاد البعض إلى بلدانهم,افسدوا فيها وطاولت أعمالهم الإجرامية عامة الشعب,فأصبحت الأجهزة الأمنية ببلدانهم تطاردهم وتضيق عليهم الخناق,أودع البعض في السجن دونما محاكمات ,ومع إطلالة الربيع العربي,نشط تنظيم القاعدة في بلاد اليمن مع عدم قدرة الدولة في القضاء عليه, فأزهقت الأرواح ودمرت المقدرات وأصبحت البلاد تشكل خطرا على دول الجوار حيث يتم تفريخ الإرهابيين وإرسالهم إلى كافة أصقاع الأرض وخاصة تلك التي تشهد صراعات على السلطة بهدف زعزعة امن واستقرار المنطقة أو ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد وهي إعادة لتقسيم الدول إلى دويلات يسهل التحكم فيها بل أن يتم التقاتل فيما بينها ومن ثم إهدار مقدرات الأمة ليعيش المواطن العربي في اتعس حالاته منذ رحيل المستعمر الأوروبي.

ونظرا لما يشكله اليمن الموحد من موقع استراتيجي (باب المندب) وتحكمه في التجارة الدولية حيث تم عبره ناقلات النفط العملاقة وأخرى محملة بالبضائع للدول المصدرة للبترول,بينما يتفرج الشعب اليمني على ذلك دون أن يكون على ذلك التبادل التجاري مردود اقتصادي يساعد الشعب اليمني في تحقيق بعض احتياجاته الحياتية ,بل نجد أن الكثير من أبنائه يعملون بدول الخليج الفارسي لأجل لقمة العيش,ورغم اكتشاف النفط بالبلاد وان بكميات محدودة إلا أن المواطن اليمني لا يزال كما هو يعيش في الفقر بفعل حكوماته المتعاقبة على السلطة.

اليمن اليوم محط أنظار العالم باجمعه,الكل يحاول أن يتدخل في شؤونه بسبب الفرقة بين أبنائه ذوي المذاهب والمشارب والرؤى المتعددة كل طرف يستنجد بحليفه ليصبح مكسر عصى ولتزداد محنة المواطن,وللأسف فان من يتدخلون في شؤونه هم جيرانه من عرب ومسلمين.

نتفهم تدخل حزب الله في الجارة سوريا كرد لجميل قيادتها أو لان امن سوريا ولبنان مرتبطان ببعض لا ينفصمان,نتفهم أيضا تدخل إيران في الشأن الداخلي للجارة العراق فالجار أحق بالتدخل إن كانت الدولة غير قادرة على حماية نفسها أو لربما تشكل خطرا على جاراتها,نتفهم تدخل إيران في سوريا وبغض النظر عن المنطق الإيديولوجي,لأننا ندرك أن نظام الأسد وقف إلى جانب الثورة الإيرانية إبان حربها مع العراق,وفي نفس الوقت ندين ونشجب ونستنكر بل نعده من الجرائم,تدخل دول الخليج الفارسي وتركيا في الشأن السوري وبنفس المكيال نعتبر تدخل حزب الله وإيران وتركيا في الشأن اليمني الداخلي عمل غير مبرر إذ لا يجوز مساندة احد أطراف النزاع ونعني به الحوثيون,فالطرف الذي يمتلك السلاح أيا تكن نسبة تمثيله”عدديا” لا يجوز له أن يحكم البلد بمفرده,لان ذلك يؤدي إلى مصادرة الحريات الشخصية وتكون هناك دوامة عنف قد لا يكون لها آخر,والمزيد من إراقة الدماء بل يجب الاحتكام إلى صناديق الانتخابات.

عليه نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن اليمن وان تسعى إلى التوفيق بين أطياف الشعب اليمني ليتجاوز محنته وليعود سعيدا كما كان,وان يتم حصر السلاح في مؤسسات الدولة الرسمية واعني به الجيش والشرطة,عندها تقوم الدولة بحماية كافة الأعراق والمذاهب ويكون الجميع متساوون في الحقوق والواجبات,فاليمن أصل العرب ومنه هاجروا إلى كافة البقاع فعمروها,إن التدخل في الشأن اليمني وما يسببه من صراع مسلح على السلطة سيطال كافة دول المنطقة وهذا ما يتمناه الغرب الاستعماري الذي يحاول جاهدا دق إسفين بين شعوب المنطقة ويظل متفرجا,يبيع السلاح للأطراف المتصارعة فهل يدرك ساستنا ما يحاك ضدنا؟.