kayhan.ir

رمز الخبر: 19285
تأريخ النشر : 2015May13 - 21:15

المرعوب لايعطي الامان!!

مهدي منصوري

على اعتاب دعوة اوباما للذيول من مشايخ امارات الخليج الفارسي والذين استجابوا للدعوة صاغرين اذلاء لانهم لايملكون الارادة برفض طلب ولي أمرهم ونعمتهم، ولم يجد اوباما حديث ينعش به قلوب هؤلاء الا التحامل على ايران الاسلام وبالصورة المكررة والممجوجة والتي ملت من سماعها الاذان، وبذلك يريد ان يرسل رسائل الاطمئنان للمرعويين وهم في قصورهم المشيدة، ألا انه والذي لابد من الاشارة اليه وحسب المنطق ان الخائف والمرعوب لايمكن ان يعطى الامان للغير لانه وكما قيل " فاقد الشئ لايعطيه "، وندرك هذا الامر وبوضوح من خلال ماتناقلته وسائل الاعلام خاصة الاميركية منها الاسبوع الماضي ان البنتاغون قد وضع كل القواعد العسكرية في الولايات المتحدة في حالة الانذار القصوى خوفا على ارهابيي داعش بعد حادثة تكساس.

اذن فان الرعب والخوف والقلق وصل الى داخل الادارة الاميركية بل حتى داخل قواتها المسلحة التي ينبغي ان تكون في مأمن من ذلك.

ولذا ولما كان الامر الى ماذهبنا اليه، فكيف يمكن لاوباما والذي ترتعد فرائصة اليوم من وصول نار الارهاب الى اذياله ان يرسل رسائل الاطمئنان لمشايخ الخليج الفارسي والذين هم أشد منه رعبا وخوفا؟.

وما ممارسة السعودية للصورة الهمجية الوحشية في عدوانها على اليمن وبهذا الشكل الهستيري وغير الانساني واللاأخلاقي والذي وصل الى حد وصفه من قبل المنظمات الانسانية والحقوقية العالمية بالابادة الجماعية الا هي نتيجة طبيعية لحالة من حالات الخوف والهلع الذي يعيشها البلاط السعودي.

ومن هنا نجد ان وزير الخارجية السعودي الجديد وبتعليقه على مجريات الاحداث اعلن بالامس وفي حديث لشبكة "سي ان ان" الاميركية ان مقولة اوباما بان التهديد الذي يواجه مشيخات الخليج الفارسي ليس من ايران بلمن داخلها المتهرئ القائم على سحق الحريات وسياسات القمع الممنهجة التي تبعها حكومات هذه المشيخات ضد شعوبها والذي اخذت تنذر بالخطرالكبير الذي يفوق كل الاخطار، نجد ان الجبير أخذ يؤول حديث اوباما وبصورة يدفع بها الامر عن بلاده وذلك بقوله انها غير معنية بتصريح السيد اوباما انف الذكر، مما يوحي ان بقية دول الخليج الفارسي هي المعنية بهذا الامر، وقد برر ذلك بان السعودية تعيش حالة من التقدم والتطور العمراني وغيرها من القضايا التي لاتمس الواقع الحقيقي لما عليه بحيث استغفل كل حالات القهروالقمع الذي تمارس في الداخل السعودي ضد المعارضين وكذلك الحكم الوراثي الذي لايعطى للشعب أي سلطة مستقبلية في اتخاذ القرار وهو من اهم مااشار اليه اوباما.

ولما كان وكما يعلم الجميع ان السعودية هي التي كانت منطلق المجموعات الارهابية وهي التي مولت ودعمت وحشدت شبابها من خلال الفتاوى التكفيرية الحاقدة والمحاضرات في المساجد السعودية بدعوة الشباب السعودي للانخراط في المجموعات الارهابية مع تقديم الدعم اللازم من الاموال السعودية التي أخذت تزحف الى خارج السعودية لتطويع المغرر بهم او المرتزقة من شذاذ الافاق والقتلة والمجرمين من مختلف البلدان للالتحاق بالمجاميع الارهابية وهو ما اكدته الادارة الاميركية و على لسان مسؤولييها في اكثر من مناسبة، يأتي اليوم وزير الخارجية السعودي ليعزز ماتقدم من خلال قوله ان "داعش" تنظيما قويا وكبيراً ويملك امكانيات هائلة، هذا التضخيم لهذا التنظيم الذي بدأ يتداعى اليوم وفي كل من العراق وسوريا من خلال الضربات القوية التي تلقاها من القوات المسلحة والقوى الثورية الوطنية والذي سيعيد هؤلاء الارهابيين يوما ما الى البلدان التي جاؤوا منها وخاصة السعودية، لان السعوديين يمثلون الغالبية في هذه المجموعات الارهابية مما يعكس مدى حالة القلق السعودي من تداعيات ذلك.

وفي نهاية المطاف فان اوباما الذي يغرد دوما خارج السرب والذي يريد ان يحقق مصالحه ومصالح بلاده فقط قبل كل شيء، فهو وعندما يوجه رسائل التطمين للدول الخليجية من انه سيكون المدافع و المحامي لها، فعليه اولا ان يرفع الخطر عن بلاده قبل ان يرسل رسائل التطمين الكاذبة والخادعة، والتي يراد منها ان سلب الخليجيين وسرقة اموال وثروات شعوبهم من خلال صفقات التسليح الكبرى بحيث ارهقت ميزانيات بعض الدول الخليجية كالسعودية والامارات والكويت والتي وصلت الى حافة الانهيار.

لذلك ومن نافلة القول ان الامن لايمكن ان يستورد من الخارج،بل يختص بدولها لذا فعلى مشخيات الخليج الفارسي ان تبحث الامن في داخلها وقبل فوات الاوان، لان لااميركا ولاأي دولة تستطيع ان تدفع حالات الانهيار ان ارادت شعوبها ان تغير الاوضاع بما يتلائم وتحقيق حقوقها المشروعة في ادارة امورها وبصورة ديمقراطية.