kayhan.ir

رمز الخبر: 192606
تأريخ النشر : 2024August14 - 20:26

وقد قضى الامر

تساؤلات مشروعة عن سبب عودة واشنطن الى طاولة المفاوضات حول غزة ودفع الاخرين اليها نابع حقا عن حرصها على وقف اطلاق النار ام انها تحلم باقناع طهران لتكف عن الرد الذي وقوعه هو امر حتمي ولا يمكن مقايضته باي شيء آخر. فطهران ومعها اطراف محور المقاومة اصروا منذ البداية على عدم توسيع الحرب وحمل الكيان على انهاء حرب الابادة ضد غزة لتنتهي الامور عند هذا الحد لكن اصرار الكيان ومعه جميع الحلفاء على استمرارها حتى القضا، على حماس واطلاق سراح الاسرى بالقوة هو الذي اوصل الامور الى الطريق المسدود وبالتالي دفعها نحو المخاطرة بالحرب الشاملة لجر الولايات المتحدة الاميركية.

لكن المؤشرات والمعطيات تدل على ان مفاوضات الدوحة تظاهرة سياسية تحاول اميركا ومعها الكيان كسب الوقت لا اكثر لان الخطير فيها هو ان الموافقة على وقف اطلاق النار يعني هزيمة الكيان ونهاية نتنياهو وهذا مرفوض من قبل الجميع لان هزيمة الكيان هو هزيمة اميركا والغرب والعرب المتصهينين الذين شاركوا في الحرب ووقفوا بثقلهم واسلحتهم ومالهم واعلامهم الى جانب الكيان.

فالقبول بوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى هو القبول بشروط المقاومة وهذا ما يتملص منه نتنياهو ويضع الشروط باستمرار لتعقيد هذه المفاوضات وهذا ما تقف عنده حماس لذلك قررت عدم المشاركة في مفاوضات اليوم العبثية غير انها اكدت اذا ما التزم الجميع بالاتفاق السابق ستعيد النظر في موقفها.

وامام زحمة الاحداث والتطورات خاصة في الميدان عندما وجهت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس يوم الثلاثاء الماضي صاروخين لـ"تل ابيب" وذلك بعد اكثر من 300 يوم من عملية "طوفان الاقصى" كانت ضربة قاصمة للنصر الموهوم الذي يرفع شعاره نتنياهو باستمرار باننا على خطوة من النصر المطلق. واول صفعة تلقاها نتنياهو كانت من وزير حربه غالانت الذي وصف النصر بـ"هراء مطلق". ان هذه الضربة فاجات نتنياهو وفضحت زيف المزاعمه، غير ان مرافقه التحرك الدبلوماسي المكثف للمبعوثين الاميركيين الى المنطقة الذي هو جعجعة طحين لا اكثر هو استحقاق انتخابي تلهث وراءه الادارة الحالية. وقد زعم الرئيس بايدن بانه يأمل ان توقف ايران ردها على "اسرائيل" في حال التوصل لوقف اطلاق النار في غزة. لكنه استطرد قائلا ان "الامر اصبح صعبا وسنرى ما بوسعنا فعله وما ستفعله ايران"!

التحرك الدبلوماسي الاميركي المكثف في المنطقة وما يقوله الرئيس الاميركي حول غزة يتناقض تماما مع تصرفات الولايات المتحدة الاميركية التي تحشد اساطيلها البحرية وقواتها وتستنجد بالحلفاء لمواجهة ايران حماية لامن "اسرائيل".

والغرابة ان هؤلاء الحلفاء الذين يطالبون ايران بـ"ضبط النفس" يدعمون كل الجرائم والمجازر الاسرائيلية في المنطقة. لقد بلغت وقاحة وصلافة "الترويكا الاوروبية" هو تحميل ايران مسؤولية توسيع الحرب المحتملة في وقت ان جرائم الحرب الصهيوني ضد غزة هي بسبب تقاعس الدول الغربية الداعمة بهذا الاجرام. واذا تصورت واشنطن انها وعبر ارسال القطع البحرية الى المنطقة تخيف ايران ودول محور المقاومة فانها واهمة لان هذا التحشد من البوارج الغواصات الاميركية ستكون نقطة ضعف لها وبالتالي ستكون اهداف مشروعة وسهلة لايران في حالة ارتكبت حماقة ودخلت الحرب الى جانب الكيان. فايران بكل قواها ومعها اطراف محور المقاومة في اتم الاستعداد لمواجهة اي طارئ اما فيما يتعلق بالرد الذي هو حقها للدفاع عن سيادتها فقد قضى الامر وما على الميدان الا ان يحدد ساعة الصفر.