kayhan.ir

رمز الخبر: 191429
تأريخ النشر : 2024July24 - 20:01

هذه الناقة لا تقصد ديار ليلى

 

يا سيد بزشكيان!

حسين شريعتمداري

1 ـ جاء في مثنوي مولوي قصة هي عبرة لهذه الايام. فينقل  الشاعر الرومي ان "مجنون" الذي كان في اشد الشوق لليلى، وكله شوق للقائها فامتطى ناقة ليرحل لديارها. الا ان الناقة كان له حولاً مرضعاً ولا تسمح لها غريزة الامومة ان تبتعد عن صغيرهان فكان مجنون يعجل للذهاب لديار ليلى فيما الناقة لا تريد الابتعاد عن ديارها.

وهكذا لم يكن بالامكان  تصاحب الاثنين في درب مختلف، لتطول مسافة يمكن قطعها في يومين الى سنوات. فحين وجد مجنون ان الناقة لا تطيعه لم يجد بُداً سوى الترجل من الناقة. ورغم ما سيعانيه من تعب الطريق ومرارته الا انه يطوي الدرب لاجلاً ليصل ديار ليلى براحة بال، ليتعظ من هذه الرحلة ان لا سبيل للوصول الى ديار ليلى راكبا هذه الناقة.

يتقطعان الدرب على نفسيهما هاذان المسافران

كما ضلت الانفس التي لم تخلع الابدان

2 ـ بنظرة عابرة لمنهجية ورؤى السيد الدكتور بزشكيان، ومقارنة معتقداته ورؤاه مع المجلس الستراتيجي والجماعة التي احاطت جوانب رئيس الجمهورية المنتخب، يمكن دون اي شك وبوضوح تام رؤية مدى الهوة بين من احاط السيد بزشكيان واعني الذين من المقرر ان ينتخبوا اعضاء كابينته ـ او يقترحونهم ـ مدى الهوة التي لا تملأ والتضاد الفاضح لمنهجية والرؤى السياسية والعقدية لهؤلاء مقارنة مع رئيس الجمهورية المنتخب. فهذه المجموعة اشبه بمثال الناقة التي ليست لا ترغب الذهاب لديار ليلى وحسب بل هي تخطو على العكس من الجهة التي هي عليها ديار ليلى!

الاشخاص الذين مُلئت ملفاتهم وتشوه ماضيهم بمماهاة اجهزة مخابرات الاعداء، ومحكوميات امنية، والتلوث بالفساد، والدفاع عن المثلثيين جنسيا، وعدم الايمان بالنظام والثورة، والمواكبة المفتضحة مع المثلث الاميركي البريطاني الاسرائيلي في الفتن والاضطرابات، واللقاءات السرية مع اعداء ايران البينين في اميركا وتلقي التعليمات لايجاد الفتنة في البلاد، والطلب من اميركا لاعمال عقوبات شديدة ضد ايران الاسلامية، وتقديم التوصية لمجلس العلاقات الخارجية الاميركية للتدخل في شؤون ايران الداخلية، ومعارضة ووضع العراقيل في مسار تعزيز التسليح الايراني،  واضاعة ثمان سنوات من كم من الامكانات وبيت المال لمواجهة العقوبات بل وجعلها ضعفين، والدفاع عن الوثيقة الاستعمارية 2030 مع علمهم بالمتن والمضمون غير الاسلامي لهذه الوثيقة و...

3 ـ فيا سيد بزشكيان! ان ما تمت الاشارة اليه بخصوص هوية الكثر ممن هم حولك هي حقائق لا تقبل الرد، وبامكان جنابك بمراجعة سريعة لماضي وسجل اعمال هؤلاء للتوثق من صحة ذلك. فهل من المقرر  ان تفوض لهؤلاء في حكومتك مسؤوليات محورية؟! فان كان الامر كذلك فينبغي ان تثق ان هؤلاء ليسوا على دربك ولا يمر الزمان حتى يجعلوا حكومتك تعاني المشاكل الجادة.

ان جنابك بالامس في حشد من مسؤولي المقر الشعبي لحملتك الانتخاباتية قلت معاتبا: "ان انتخاب المسؤولين بات معضلا لنا، اذ رفعنا شعار سننتخب الافضل! وها نحن نقول للجميع اعينونا، ولكن كلاً يطرح نفسه، ولا ادري ما العمل"!

ان هذا بالامكان ان يكون اول الغيث وبداية ما نتج عن مستشاري جنابك، فها هم اولاء قد جلبوا لك القلق. ان الكثير من الذين هم تجمعوا حولك يا جناب بزشكيان، غير منسجمين ولا يتماهون معك، وان كانوا يسايروك في الظاهر، كناقة مجنون، سيكون حالهم كرفقاء درب تتنافر قلوبهم،

ان الناقة لا تقود الى ديار ليلى يا سيد بزشكيان!