kayhan.ir

رمز الخبر: 190948
تأريخ النشر : 2024July16 - 20:29

الجار بالجنب لعاشوراء

حسين شريعتمداري

1 ـ ان منتهى الزمان، ظلماني موحش، فأبناء "هند" آكلة الاكباد زوج "ابو سفيان"  وام "معاوية"، التي شقت صدر حمزة عم النبي(ص) في واقعة اُحد، لشدة غيظها وحقدها على الاسلام، ولتمضغ كبده بأسنانها، ابناؤها تربعوا منبر رسول الله (ص)، يدعون الخلافة الالهية لانفسهم!

وكما قال اميرالمؤمنين عليه السلام؛ لبسوا الاسلام مقلوباً. فالاجواء والاوضاع كأنها تترجم الآية من سورة الروم التي تصف اليوم المغموم بالعبارة "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس" و...

ولا احد حتى في اقصى آفاق الذهن يتصور ان هذا السقف الاظلم سينبلج ليتبعه ضوء السحر، وكأن الآية من سورة هود: "أليس الصبح بقريب"؟ قد نزلت لتبشر انبلاج الليلة الظلماء تلك...

2 ـ وكنا اوردنا فيما مضى: "بعد ظهر ذلك اليوم المغموم ـ عصر عاشوراء ـ وقبل ساعة من نداء مولى المظلومين "هل من ناصر ينصرني" فيما الشيطان يعض اصبعه حيرة: ما خطب ابن رسول الله(ص)؟ فمن يستنجد لنصرته؟ ففي هذه الجبهة ضرج انصاره بدمائهم، واما في الجبهة الثانية اصطف اعداؤه شاهرين سيوفهم لسفك دمه!... اذن مع من يوجه الحسين نداءه؟ وفي هذه الصحراء اللاهبة المقفرة اي تلبية ينتظر؟ فالشيطان كان قد رأى في صحراء "منى" قضية ذبح اسماعيل والتي خُتمت بـ"فديناه بذبح عظيم". ولكن الامر هنا انتهى بتضريج الاسماعيليون بدمائهم وما كان من "ذبح عظيم". وهنا في كربلاء  القضية تدور حول "ان الله شاء ان يراك قتيلا". فحار الشيطان اذ لم يبق اكثر من ساعة على هذه الحياة الدنيا التي يعيش فيها الحسين(ع)، إلا انه مازال يتمتم بشفتيه نداء "هل من ناصر ينصرني"! حقاً مع من يتحدث ابن الزهراء؟ واي جماعة يطلب منها النجدة؟ فلا أحد هنا! ... ولكن الشيطان لم يكن يعرف ـ وكذلك أشرار ذلك اليوم وهذا اليوم ـ ان كربلاء أرض بوسعة جميع الاراضي، وان عاشوراء يوم بطول جميع الايام ... لم يكن يعلم ان كربلاء بداية درب وان عاشوراء هي بداية القضية... ولكن حسيننا كان يعلم ان "عصر الخميني" على الابواب، وان نداءه "هل من ناصر" في عصر عاشوراء يرن صداه آذان الزمان لتصل في عصر الخميني لاسماع الكربلائيين الذين لم يلتحقوا بكربلاء يومها".

3 ـ وكان لحسيننا في ساعاته الاخيرة قبل شهادته حديث آخر ردده على لسانه، ما زاد من حيرة الشيطان، وهو؛ "هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله"؟

فالشيطان كان يعلم ان اللصوص اتوا لنهب الحرب  ولكنه ما كان يدري ان ابن رسول الله(ص) يدعو المدافعين عن الحرب في عصر الخميني والخامنئي لاجل النصرة. اولاء الذين وضعوا على نواصيهم يافطة "كلنا عباسك يا زينب"،وحين صاروا يوم الواقعة شقوا قلوب جيش يزيد العصر، ليقطعوا ايديهم القذرة عن حرم آل الله في الشام والعراق وايران، وحسب كلمة آية الله السيستاني "لو لا الجمهورية الاسلامية لسيطر الداعشيون على كل العراق" وكما قال شهيدنا الكبير الحاج قاسم سليماني "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية حرم".

4ـ ان هذه العبارة الحكيمة قالها الامام الراحل ـ رضوان الله تعالى عليه ـ:

"ينبغي ان نحيي شهري محرم وصفر بذكر مصائب اهل البيت عليهم السلام... فشهرا محرم وصفر حفظا الاسلام، تضحيات سيد الشهداء ـ سلام الله عليه ـ هي من أبقت الاسلام لنا الى اليوم. (صحيفة الامام الجزء 15، الصفحة: 330).

ولنلقي نظرة عابرة على من حولنا الى ايران الاسلامية ومن حولها العالم. وضعوا في الاذهان السبيل الذي سلكناه منذ البدء والى اليوم... فما ترون؟... ألا تشاطروا الشاعر حافظ الشيرازي ما قاله:

نسير صوب نزل العشق من حيث العدم

وحتى اقليم الوجود قطعنا هذا الدرب كله

5 ـ عالم الاجتماع البريطاني الشهير "آنتون غيدنز" يكتب بخصوص التحولات الاساسية التي طرأت القرن المعاصر:

"في الماضي كان يقيم حيتان الفكر وعلم الاجتماع، واعني؛ (ماركس، ودوركيم، وماكس وبر) مع قليل من الاختلاف، يقيمون المسار العام للعام باتجاه العلمانية، وفي دفع الدين نحو الحواشي، الا انه منذ عام 1979 ومع ظهور الثورة الاسلامية في ايران، شهدنا المسار العكسي والمختلف لهذه النظرية، أي حركة العالم بكله وبشكل متسارع نحو الدين".

يتشدد الرئيس السابق للمخابرات الاميركية "جيمز ولسلي" على: "ينبغي ان نرضخ الى ان محور الاسلام المقتدر والذي يرفع رايته الخميني والخامنئي، هو من تحدا المنظومة المسجلة للعالم".

ويقول "برجنسكي" في اجتماع الاطلنطي بتخوف؛ "ان التاريخ بلغ منعطفاً كبيراً وضع الخميني والخامنئي اليافطات الدالة على الطريق". والجدير ذكره ان سماحة القائد كان قد اشار  الى المنعطف الكبير للتاريخ قبل ان يقولها برجنسكي. و...

6 ـ ان الثورة الاسلامية في ايران بهذه العظمة والسؤدد هي الجار بالجنب لعاشوراء الحسين(ع) أليس كذلك؟ يكفي ان ننظر جيداً!