التاريخ يعيد نفسه
ما اشبه اليوم بالبارحة حيث تمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية الـ 18 لحرب تموز المجيدة 2006 وهناك اوجد شبه كبيرة بينها وبين معركة "طوفان الاقصى" التي قاسمها المشترك الادارة الاميركية التي كانت تهدف من الحرب الاولى القضاء على حزب الله آنذاك والى ولادة شرق اوسط جديد يبشران به جورج بوش الابن ووزيرة الخارجة كوندليزا رايس وكان المبرر لذلك اطلاق سراح الاسيرين الاسرائيليين.
واليوم وفي معركة "طوفان الاقصى" تتكرر النغمة في غزة وباشراف اميركي كامل للقضاء على حماس واطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين لكن هذه المرة بقيادة الرئيس بايدن ومن يحيط به من المحافظين الجدد.
وبعد 18 عاماً من الحرب الطاحنة التي اشرفت عليها اميركا وشاركت فيها بعض الدول الاوروبية لتوفير كل مستلتزمات العدوان والسلاح والعتاد للكيان الصهيوني عبر اقامة جسر جوي مستمر لدرجة ان اضطروا بفتح مخازن الذخيرة الاستراتيجية وافراغ محتوياتها. لكن الارادة الالهية رسمت غير الذي في مخيلاتهم المريضة الدفينة حيث لم يخرج حزب الله منتصرا في هذه الحرب فقط بل اصبح قوة اقليمية في المنطقة وان الطرف الاسرائيلي لم يستطع اطلاق سراح اسراه بالقوة بل اصبحت قوة هزيلة ومتآكلة.
واليوم يتكرر المشهد وبنفس الاساليب والعوامل في معركة "طوفان الاقصى" حيث تشرف الادارة الاميركية على سير هذه المعارك لكن هذه المرة على حماس وبحجة اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين الا انهم لم يتوقعوا هذه المرة ان كان هناك تباين في الموضوع وهو اخفاقهم في الكشف الاستخباراتي والقضاء على حماس ولا اطلاق سراح الاسرى انما الكابوس الذي نزل على الكيان افقد توازنه بانه وبعد عشرة اشهر من التحري والتحقيق لم يستطيعوا العثور على قيادة المقاومة العسكرية والسياسية التي تدير المعركة من الانفاق تحت الارض بنجاح في غزة وهذا انجاز كبير تسجله المقاومة الاسلامية الفلسطينية في تاريخها الجهادي رغم امكاناتها المحدودة ومحاصرتها من كل جانب ولم يكن اي مجال التكافؤ بين سلاح الطرفين انما الراجح في هذه الكفة هو العقيدة وقوة الايمان الحاسمة لهذه المعركة ومثال ذلك هي الاية الصريحة القران الكريم "كم من فئتة قليلة غلبت فئة كثيرة بامر الله".
وحسب المؤشرات والمعطيات الموجودة ان التاريخ يعيد نفسه وان قدر معركة "طوفان الاقصى" هي نفس قدر حرب تموز المجيدة هو الانتصار وليس امر آخر. ولابد ان نشير الى الرسالة الشفهية التي حملها القائد الشهيد قاسم سليماني في الايام الاولى لحرب تموز المجيدة من الامام الخامنئي الى الامين العام لحزب الله السيد نصر الله مفادها: "ستكون هذه الحرب قاسية لكن اتكلوا على الله وعليكم الصمود لدينا يقين تام بانتصار المقاومة بل اكثر من ذلك هذه المقاومة ستنتصر وتتحول الى قوة اقليمية" وفعلا هذا ما تحقق لاحقا حيث خاص حزب الله الحرب الكونية الى جانب سوريا وقد تحقق الانتصار المؤزر على الدواعش وحماتهم الدوليين والاقليميين واليوم سيتكرر المشهد باذن الله وهذا ما استشرفه الامام الخامنئي لقراءته للاحداث حين استقبل اسماعيل هنية قائد حماس الذي قدم الى ايران لتقديم التعازي بمناسبة استشهاد الرئيس رئيسي ووزير خارجية عبداللهيان حيث خاطبه الامام الخامنئي بالقول: "الوعد الالهي بالقضاء على الكيان الصهيوني سيتحقق بفضل الله وسيأتي اليوم الذي تتشكل فيه دولة فلسطين من "البحر" الى "النهر".
والسؤال المطروح هل سيعد التاريخ نفسه وهل سنحتفل بنشوة الانتصار في غزة قريبا وبأذن الله؟