اما القبول بالصفقة واما الذهاب الى الخيبة الابدية
لا شك بان الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو يدور في فلك التخبط والارتباك والمآزق لا تنفك من حوله خاصة وان نتنياهو يدرك جيدا ان نجاح صفقة التبادل وقف اطلاق النار يعني نهاية حكومته وبالتالي نهاية حياته السياسة لذلك ليس امامه سبيل سوى المراوغة حتى الذهاب الى واشنطن والتحدث امام الكونغرس في 24 تموز الحالي وكأنه ينتظر المعجزة من هناك لينفذ نفسه. ورغم مرونة حماس للاتفاق على صفقة تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار الذي فسرته اميركا والكيان على انه نقطة ضعف سيزيد من هذا المأزق لحل هذه الازمة لان ما يناور به نتنياهو من جهة ويحمل وفده الى المفاوضات مع الوسطاء المزيد من الشروط هو في الاساس يعود بالمفاوضات الى نقطة الصفر وبالتالي يحاول عبر الضغط العسكري تحقيق اهدافه التي لم يستطع تحقيقها والحرب تدخل شهرها العاشر، غير ان تصريحات الاخيرة لابي عبيدة الناطق الرسمي باسم القسام الذي وعد الاحتلال بالهزيمة يؤكد بما لا يقبل الشك بان المقاومة لازالت تمسك بزمام المبادرة. وهذا ما اعترف به "اسحاق بريك" احد جنرالات العدو السابقين عندما قال ان "الجيش الذي لا قِبل له من هزيمة حماس كيف يريد هزيمة حزب الله في الشمال".
وما كان لافتا في هذا المجال هو التصريحات التي ادلى بها وزير الحرب الاسرائيلي غالات عندما هدد المقاومة الاسلامية في لبنان بانه "سينقض عليها لتقويض جاهزيتها". وبعد نصف ساعة من هذه التهديدات قامت المقاومة الاسلامية في لبنان بهجوم نوعي واستراتيجي على موقع اسرائيل في جبل الشيخ بالجولان الذي لم يستهدف منذ "طوفان الاقصى" وانزلت فيه دمارا هائلا حيث استطاعت المسيرات الانقضاضية تدمير قببه ومراصده التجسسية وفقاً عيونه بالرغم من تحصيناته وراداراته البعيدة المدى التي تغطي مساحات كبيرة من الاردن والسعودية ولبنان وسوريا والعراق وصولا الى الحدود الايرانية.
هذا المرصد يقع في اعلى ارتفاع عن سطح البحر يبلغ 2230مترا وهو اعلى نقطة في الاراضي المحتلة. وهذه هي رسالة بالغة الاهمية للكيان الصهيوني وحماته بان المقاومة الاسلامية قادرة على ضرب اي هدف لها وفي اي مكان مهما كانت تحصيناته.
وهنا نعود ال المقطع الثاني من تصريحات "اسحاق بريك" الذي حذر نتنياهو بان عدم قبول الصفقة هو بمنزلة "سقوط قنبلة ذرية" على كيانه. "اسحاق بريك" بخبرته العسكرية الطويلة يعني ما يقول فان لن يقبل نتنياهو بصفقة تبادل الاسرى وانهاء الحرب على غزة فان حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة الاسلامية في الشمال ستتصاعد تدريجيا واذا ما اخطأ حساباته وارتكب حماقة في هذه الجبهة فانه ذاهب الى الجحيم لان اي مس بلبنان وشعبه وببنيته التحتية سيعرض الساحل الاسرائيلي من عسقلان الى نهاريا الذي يمتد على مسافة 220 كيلومترا ويعرف بقلب "اسرائيل" الذي يقطن فيه اكثر من 80% من سكان هذا الكيان الى دمار شامل لم يشهد مثيله من قبل.
فنتنياهو امام خيارين اما القبول بالصفقة واما الذهاب الى الخيبة الابدية.