kayhan.ir

رمز الخبر: 190333
تأريخ النشر : 2024July03 - 20:22

انتخاباتنا تطبيق حضاري واستفتاء ثوري

 

وكما كان متوقعا من الخارطة الانتخاباتية الرئاسية وتعدد المرشحين فيها ان تذهب  الانتخابات  الرئاسية الرابعة عشرة الى جولة ثانية حيث لم يستطع اي من المرشحين حسم نتيجة الاستحقاق الرئاسي في الجولة الاولى. هذا الامر وغيره من العوامل الاخرى التي سيأتي ذكرها انعكست بشكل مباشر على نسبة المشاركين والذي اسماها البعض بعزوف الشعب الايراني عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية وهو امر غير مسبوق في تاريخ الثورة الاسلامية. وربما العامل الاول كما قلنا هو عدم جدية المواطن في المشاركة لذهابها الى الجولة الثانية على اكثر التقديرات.

والامر الاخر عدم مشاركة الطبقة الرمادية التي ارادت ان تختبر هذه الجولة لترى الى من ترجح كفة الميزان لتنطلق من ذلك الى الجولة الثانية لتنتخب مرشحها المطلوب.

ان الانتخابات الرئاسية التي جرت عقب استشهاد الرئيس رئيسي لم تكن طبيعية ولا في موعدها كما يقال.. انها انتخابات طارئة حيث تمت بعجالة وفقا للدستور الذي ينص على املاء الفراغ الرئاسي في مثل هذه الحالات حيث استطاعت الدولة ان تجري انتخابات رئاسية ناجحة بعد 40 يوما من استشهاد الرئيس رئيسي وستجري باذن الله غدا الجمعة (5 تموز 2024) الجولة الثانية لهذه الانتخابات بنجاح ايضا. وهذا ما ابهر العالم الذي رفع القبعة لايران وثباتها واستقرارها ولدولتها المؤسساتية العصرية وقد علق احد الخبراء الغربيين ان ما يجري في ايران رغم الاحداث الكبيرة التي شهدتها خلال الاشهر الاخيرة يصاب بالصدمة والذهول بسبب الاستقرار والامان الذي يعمها.

حقا انها انتخابات طارئة حيث لم يتح المجال للمرشحين التحرك كما يشاؤون  الستة او ان يقدموا برنامجهم الانتخاباتية او برنامج حكومتهم او ان يقوموا بجولات طبيعية كما هو متعارف عليه في دول العالم لاطلاع ابناء الشعب على تطلعاتهم المستقبلية لادارة البلد. هذه العوامل الغير طبيعية والتي نفذت على عجالة سلبت عنصر المبادرة من المرشحين بحيث لم تشهد البلاد الاجواء التنافسية المتحدمة ليطلع الجمهور على نقاط ضعف وقوة المرشحين الذين يتنافسون للامساك بزمام الامور وقيادة ولحكم في البلد للسنوات الاربع القادمة.

وبالتاكيد ان هذه العوامل مجتمعة لم تسمح للمرشحين اكمال استعدادهم اللازمة لمواصلة حملاتهم الانتخابية المعتادة.

وبعد توضحت الصورة فنحن على يقين بان الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة التي تجري غدا الجمعة ستكون اكثر حماسة وسيسجل الشعب الايراني بحضوره اللافت ملحمة حماسية اخرى كما درج عليه في الماضي حيث يمارس ولاه الثوري للنظام والاسلام لان عملية الانتخابات الرئاسية في ظل السيادة الدينية هو تطبيق حضاري واستيفاء ثوري على تمسكه  بنظامه وقيادته الحكيمة المتمثلة بالامام الخامنئي حفظه الله ورعاه.