kayhan.ir

رمز الخبر: 19021
تأريخ النشر : 2015May09 - 21:23

لا خيار لليمن سوى الانتصار

ثمت تطورات معقدة وخطيرة جدا باتت تلف المشهد اليمني بسبب التهديد الجنوني و الهيستير ي لنظام آل سعود في محو محافظة صعدة من خارطة اليمن ووضع ابنائها امام خيارين لا ثالث لهما اما التهجير القسري واما الفناء وهذا هو التوحش بعينه والاسراف في القتل لم تفعله حتى النازية والكارثة الاكبر ان دول العالم و منظماته المنضوية تحت العباءة الاميركية و الغربية لم ترفع صوتها بعد و تستكثر على نفسها حتى التنديد بهذه الخطوة الوحشية و اللا انسانية في وقت تكفل جميع القوانين الدولية حماية المواطنين الآمنين في اوقات الحرب.

يبدو ان الضمير و الوجدان العالمي بدءا من ساسته و منظماته الحقوقية والانسانية ومرورا بالنخب والمثقفين هم اليوم في انحطاط شديد و سقوط اخلاقي مريع عندما يتفرجون على ابادة شعب باكمله ولا يكترثون به لا من بعيد ولا من قريب وكأنهم مسخوا من انسانيتهم تماما وباستطاعتنا ان نصف هويتهم الجديدة بمواصفات "حيوانات مفترسة" على شكل بشر وهذا هو عالمنا الجديد الذي تهيمن عليه اميركا وباقي الدول الاستكبارية الظالمة و الطاغية التي لا يوجد في قاموسها شيء هو انساني او اخلاقي.

ووسط هذا التهديد السعودي الهيستيري الفظيع بمحو محافظة صعدة و ابادة من فيها من البشر و الحجر تعلن الرياض للعالم بانها تبادر باعلان " هدنة انسانية " هي في الحقيقة مجرد خدعة جديدة للتضليل والتغطية على هزيمتها المنكرة بهدف تحسين صورتها الاجرامية والدموية وقد اعلن عادل الجبير وزير خارجية العدوان بان "الهدنة الانسانية" ستبدأ من الثلاثاء القادم ولمدة خمسة ايام والحقيقة هو ابعد ما يكون عن الانسانية في وقت يقترف نظامه كل تلك الجرائم والمجازر التي قل نظيرها في التاريخ ضد شعب آمن وفقير ولا يستحي هذا الرجل عندما يسوق الهدنة بانه يريد مساعدة اشقائه اليمنيين والاقبح انه يضيف انها قابلة للتمديد في حال نجاحها.

غباء و جهل مفرطان لم يخيما على النظام السعودي فقط بل حتى على الادارة الاميركية التي تتصور انها تستطيع جر انصار الله الذي يشكل اليوم ثقلا كبيرا في الوسط اليمني بان يرفع الرآية البيضاء ويسلم بشروطهم الدموية للعمل بالهدنة. انهم حقا من البلاهة و السفاهة ان يحاولوا استحصال ما عجزوا عنه عن طريق ترساناتهم وجرائمهم ضد الشعب اليمني واستباحتهم لكل المحرمات والولوغ في قطع الماء والدواء والغذاء عن الشعب اليمني لتجويعه وفنائه وهذا ما لم يحدث في تاريخ الحروب.

ان شدة المأزق الذي يعيشه آل سعود و معهم الاميركان وباقي القوى الحليفة الظالمة والمعتدية جعلهم يفقدوا توازنهم ويتخبطوا في مواقفهم وتصريحاتهم المفضوحة والمتناقضة وهذه قمة الهيسترية المستولية عليهم لانهم اصبحوا في نهاية النفق المظلم ولم يفقهوا كيف الخروج منه لانه في كل الاحوال الحصيلة هي تسجيل هزيمة مدوية و منكرة لهم عبر التشبث بهذة القشة او تلك لستر عوراتهم المفضوحة لانه لا خيار ولا سبيل امام الشعب اليمني السعيد وبما قدمه من تضحيات جسام سوى الانتصار والانتصار الحتمي باذن الله العلي القدير الذي هو ناصر المظلومين وقاصم الجبارين المعتدين واذا شاؤوا غير ذلك فيدخلوا في حرب مع الله حتى لا تبقي لهم باقية وهذه سنة الحياة والكون ولا بتبديل لسنن الله.