حسين شريعتمداري

مدونات سنوردها تستحق التأمل لاسيما وقد صدرت عن محسوبين على حكومة السيد روحاني، فتلاقفتها بنَهم المواقع الافتراضية وقنوات تيارات معادية للثورة وشبكات التلفزة والاذاعة لاعداء الخارج لينشروها بشكل سريع، لنقرأ؛

1 ـ وزير الاتصالات في حكومة روحاني "محمد جواد آذري جهرمي" وهو ينشط حالياً في المقر الانتخاباتي للسيد بزشكيان، يطلق مدونة يصف فيها السيد جليل انه عضو في حركة "طالبان"!

كاتباً: "لن نسمح ان تقع ايران بيد طالبان"! ناسياً ان رفاقه الحزبيين اقترحوا، بعد ان سيطر طالبان على افغانستان المرة الاولى، انه على ايران ان ترسل الى افغانستان قوات عسكرية للدفاع عن طالبان! ونسي انه بعد تمرد المجموعة التكفيرية في سورية "جيش النصرة" صنيعة اميركا، والتي كانت طلائع قوى حركة داعش، نسي ان ادعياء الاصلاح نفسهم كتبوا عريضة في الدفاع عن هذه الجماعة التكفيرية!

2 ـ وهو نفسه مساعد الحملة الانتخاباتية لبزشكيان قد إعتبر، في مدونة ثانية، الحكومة التي لم تتشكل بعد للدكتور جليلي  بانها "حكومة التزوير"! ولاجل اخافة الناس من انتخاب الدكتور جليلي يكتب؛

"ان التزوير يفتح ذراعيه لكم كي يستقبل صوتكم، وحين ضمن صوتكم، اطمأنوا انه سيلوي رقابكم"!

إن هذا الشخص قد نسي عامداً كم حمّلت حكومة روحاني والتي تعتبر حكومة بزشكيان الانموذج الثالث لها، من مصاعب ثقيلة ومعقدة على رؤوس الشعب! وأما بخصوص كيفية تعامل هؤلاء السادة مع الناس ومع المنتقدين نكتفي بنموذج من القذف العلني، نقرأ!

"اُميون، فاقدو الهوية الشخصية، عملاء، مسترزق من العقوبات، طفولي، حاسد، جبان، خائف، سارق، لاقانوني، مستضعف فكري، عاطل، واهم، غائر في الفساد، مستغل، مخرب، متخلف، حديث العهد مكانة، من العصر الحجري، سلبي التفكير، متشائم، عديم الشكر، من لابد ان يذهب جهنم!، ثوريون عديموالفهم، ثلة من الاراذل!..." وعشرات النماذج الاخرى من المعيب تسطيرها...!

3 ـ ان الحملة الانتخاباتية لبزشكيان قد دونت نصاً ان "هنالك مرشح يؤيد الوضع الحالي في البلاد، والتعنيف، وعقوبات FATF فيما الجانب الآخر، إلغاء العقوبات"!

بينما يتغافلون انه في الحكومة السابقة قد بلغت ضحايا وباء كورونا يومياً سبعمائة شخص، وكانت اجابة السيد روحاني للسائل؛ لماذا لا توردون اللقاح، بالقول؛ وهل ان لقاح كورونا كالحلوى التي تصنع في قم وتتوفر في كل مكان! فيما كان المتحدث باسم حكومة روحاني، السيد علي ربيعي  يقول؛ ما دمنا لم نوافق على FATF فلا يمكننا ان نستورد لقاح كورونا! في الوقت الذي لم تكن حكومة السيد رئيسي قد سعت لاستيراد اعداد كبيرة من اللقاح، واوصلت ضحايا وباء  كورونا الى الصفر فحسب، بل توصلت الى انتاج وتصدير هذا اللقاح.

4 ـ والسيد ظريف الذي ظلت عالقة في الاذهان طريقة كلامه بمنتهى الادب ولحن قوله الخاضع اثناء حديثه مع وزراء خارجية اميركا وبريطانيا، وجلسة القرفصاء عند مقعد امير الكويت، بينما نجده هذه الايام بين أعضاء  حملة السيد بزشكيان يخلع سترته وهو يرفع صوته "من كان يجرأ خلال حكومة خاتمي ان يوجه اهانة لمواطن ايراني؟

ان منافس بزشكيان هو سبب فرض العقوبات علينا"!

فيا سيد ظريف هل نسيت ان حكومة بوش وخلال فترة خاتمي قد اعتبرت ايران "محور الشر"؟! أليس جنابك بايراني؟! فان كان في داخلك قليل من حب الوطن لشققت ثوبك من هذه الاهانة الوقحة التي وجهها رئيس جمهورية اميركا الى ايران! لا ان تخلع السترة في مواجهة محبي الوطن من الايرانيين!

5 ـ ويا سيد ظريف! ان جنابك قد حضرت عام 2005 في لجنة العلاقات الخارجية الاميركية، وطلبت  بشكل علني من الحكومة الاميركية ان تدعم الاصلاحيين! ومؤكداً انه اذا لم تحصل الحماية الاميركية للاصلاحيين فسيسيطر أعداء اميركا على الحكومة! تذكرون طبعاً هذا الامر؟! وبالطبع كان حضورك في لجنة العلاقات الخارجية الاميركية سرياً ولم تكن تظن ان اللجنة ستنشر الفيلم وانت تجتمع بهم وتتحدث اليهم. حقاً ينبغي أن نتساءل مع هذا الماضي من التستر ضد ايران وابناء وطنك، ما هو الكلام الخفي غير المعلن مع وزير خارجية اميركا "جون كيري" حين كنت تتفاوض وانت ماشياً معه؟! وبالطبع تعلم اننا نعلم ان احدى السبل المتبعة للستر على المفاوضات وعدم التنصت، ان يكون التفاوض اثناء المشي! فياجناب ظريف ما الحديث السري الذي كان لك مع وزير خارجية اميركا وتخاف فضحة؟! وهل ان فضح طلبك الذليل في دعم اميركا لادعياء الاصلاح الذي عرضته في لجنة العلاقات الخارجية الاميركية، قد لقّنك درساً ان لا يتسرب نص مفاوضاتك مع جون كيري؟!

6 ـ ويا سيد بزشكيان، ان السيد ظريف و آخرين من اعضاء كابينة روحاني يطلقون على السيد جليلي والجبهة الثورية بمعارضي خطة العمل الشاملة وان هذه المعارضة لدليل اصطفافهم مع العقوبات المفروضة على ايران! بينما الحقيقة هي؛

الف: لطالما طُلب من السادة ظريف وروحاني وسائر اعضاء الحكومة السابقة ان تتم الاشارة في الاقل الى واحدة ـ واحدة فقط ـ من مكاسب خطة العمل المشتركة، وبقي هذا السؤال دون إجابة الى الآن!

باء : ولماذا لا يبدي اي من اعضاء الفريق المفاوض استعداده  لاجراء مناظرة مع معارضي خطة العمل المشتركة؟!

جيم: ألم يكن الهدف  من المفاوضات إلغاء العقوبات؟ فتفضلوا وبيّنوا لنا ايٍّ من العقوبات قد قمتم بالغائها؟!

دال: اليس كما اقررتم بلغت العقوبات ضعفين؟!

هاء: ويا سيد ظريف! الم تكن تقول انه مع مرور عدة اشهر على التوقيع على خطة العمل المشتركة فلن يسمحوا لنا ان نفتح حساباً مصرفياً في بريطانيا الى الآن! وألست القائل بان أيٍّ من الدول الاوروبية لم تلتزم بتعهداتها حيال خطة العمل المشتركة؟! ألا تذكر مقولة السيد سيف رئيس البنك المركزي آنذاك ان خطة العمل المشتركة لا تشتمل اي مكسب، فاستشاط السيد روحاني غضباً وقال ان هذه الامور ينبغي ان تُسأل من السيد ظريف وحين تنصلت عن مسؤولية خطة العمل المشتركة قال السيد روحاني انه ينبغي ان يدلي السيد صالحي دلوه في هذا الامر، فشدد الدكتور صالحي بان اميركا ليست تنكرت مرة واحدة لعهودها وحسب بل عشرات المرات!... ألا تذكر ذلك؟! وهذا اشبه بالبرنامج التلفزيوني "مِمَن أسأل"؟! وتذكر جيداً قول السيد نوبخت والسيد زنكنه انه مع التوصل الى خطة العمل المشتركة فما زلنا لا نتمكن من بيع قطرة واحدة من النفط! و...

7 ـ ان السيد روحاني خلال تصريحاته وندواته الاعلامية من طرف واحد، كان يلقي بكرة خروج ترامب من خطة العمل المشتركة في ملعب قوى الثورة والصمود، ويعتبر عدم العودة الى الاتفاق من مخرجات الآلية الستراتيجية لمجلس الشورى! فيما يصر السيد ظريف  انه لو لم تكن خطة العمل المشتركة تشكل ضررا لاميركا فلماذا خرج ترامب من الاتفاق! ولا يريد ان يستذكر اساساً ان؛

الف: ان السيدة موغريني ممثلة الاتحاد الاوروبي في المفاوضات قد اعلنت صراحة ان خروج ترامب من خطة العمل المشتركة حصل بعد ان اعطى السيد روحاني الضمانة انه اذا خرجت اميركا من الاتفاق فنحن سبقى ملتزمين بخطة العمل المشتركة ولا نتخلى عنها! وبعد ذلك كشف ترامب حين واجه اعتراض الكونغرس على تخليه عن خطة العمل المشتركة والتي هي الوثيقة الذهبية لاميركا؟ قائلاً انه اراد ان يدخل في مفاوضات مع الحكومة الايرانية حول تغيير فحوى خطة العمل المشتركة واضافة بنود؛ التصنيع الصاروخي وتحييد حضور ايران في المنطقة، لا اظن انك نسيت ذلك؟!

باء: فحين التفت المجلس الثوري لهذه اللعبة الشرورة طرح اللائحة الستراتيجية. فلماذا لا تجرأ وتقول ما هو نص اللائحة؟ ان نص اللائحة هو عدم السماح لحكومة روحاني بان تقتنع بوعود زائفة قبال اعطاء الخصم مكاسب عاجلة.

8 ـ ياليت لو يكشف الاخ العزيز السيد الدكتور جليلي عن ذكرياته الموثقة حول المفاوضات وما ابداه من شجاعة وحنكة في الحؤول دون ضياع المصالح القومية للبلد، وينشر ذلك بين ايدي الجميع كي يطلعوا على خدماته الواضحة في هذا المجال، وكيف ان البعض ممن لا اهلية له وخسر نفسه امام اميركا وحلفائها، كيف دللوا على السراب بأنه ماء...

ولنا حديث حول خطة عمل ادعياء الاصلاح وحشدهم للاكاذيب التي يلفقونها هذه الايام ضد النظام وضد الابن البار للثورة السيد جليلي، سنتناولها لاحقاً.