ماذا يخبئ نتنياهو في ظل المناورة الاميركية
قرار بنيامين نتنياهو حل مجلس الحرب كما افادت وسائل اعلام اسرائيلية الاثنين الماضي بان رئيس الحكومة الاسرائيلية قد ابلغ وزراء حكومته الليلة قبل الماضية الغاء كابينت الحرب، وسيواصل التشاور في القضايا الحساسة مع منتدى "مطبحون" (المطبخ) وسيضم وزيري الامن ورئيس حركة شاس، عضو الكنيست "آرييه درعي". وفي الحقيقة فان اعضاء المطبخ هم من تبقى عملياً من اعضاء الكابينت بعد مغادرة "آيزنكوت وغانتس".
ان قرار نتنياهو حل مجلس الحرب يهدف الى نقل ادارة الشؤون المتعلقة بسير الحرب اليه والتلاعب بشركائه في الائتلاف الحكومي ولكسب المزيد من الوقت للمناورة.
وعلى ارض الواقع يواجه نتنياهو عدة ازمات منها الاقتصادية، اذ انخفضت الاستثمارات الاجنبية المباشرة في اسرائيل الى 1/1 مليار دولار في الربع الاول من 2024 بتراجع قدره 8/55% مقارنة بالربع الاخير من 2023 وفق بيانات المكتب المركزي للاحصاء الاسرائيلي.
والازمة الثانية في الفشل باعادة الاسرى الاسرائيليين من قطاع غزة. حيث اكد الوزراء المستقيلون من كابينت الحرب، ان النصر الحقيقي هو الذي يضع اعادة الاسرى قبل الاعتبارات السياسية.
هذا اضافة لازدياد اعداد الجنود القتلى في غزة الذي يتصاعد يوميا وهذا اصبح يشكل عبئا كبيرا على الجيش ومعنوياته جنوده التي هي في الاساس منهارة. هذا على الصعيد الغزاوي اما على اصعدة جبهات الاسناد خاصة الجبهة الشمالية فهي اكثر ايلاما وخطورة على الكيان وهذا ما تتعرف به وسائل اعلام العدو بصراحة: بان حزب الله اصبح التهديد الرئيس لدولة "اسرائيل" وهذا لم يأت من فراغ بمنذ اندلاع معركة "طوفان الاقصى" اطلقت المقاومة الاسلامية اللبنانية 5000 صاروخ وقذيفة على اهم المواقع العسكرية والامنية والاستخباراتية والتجسسية لدرجة ان العدو الصهيوني مصدوم من التوفق الاستخباراتي لحزب الله واشرافه حتى على المواقع السرية له. واضافة الى هذه الانجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة الاسلامية على الارض اذ حولت المستوطنات ومدن مهمة مثل "كريات شمونه" الى مدينة اشباح فقد اطلقت المقاومة الاسلامية في لبنان 150 مسيرة عبرت اجواء فلسطين المحتلة ولم يستطع العدو الصهيوني سوى التصدي للقليل منها اما القسم الاعظم لهذه المسيرات فقد انجزت مهماتها وعادت الى لبنان.
وبعد ان وسع الاحتلال من عدوانه الغاشم على رفح اشتعلت الجبهة الشمالية بشكل لافت حيث صعدت المقاومة الاسلامية اللبنانية من عملياتها على طول الحدود مع فلسطين المحتلة وحولتها الى لهيب مذهل.
واليوم ونحن في اليوم السابع والخمسين من بعد المئتين من "طوفان الاقصى" والجبهات مستعرة ولن تتوقف وهذا حشر الكيان الصهيوني في مآزق باتت ازماته تتراكم ويضيق الخناق بشكل اكبر وهو في وضع قلق جدا ومعه الادارة الاميركية التي اوفدت وسيطها "آموس هوكشتاين" الى المنطقة للحيلولة دون اتساع القتال في الجبهة الشمالية التي اذا ما اتسعت فستكون البداية النهاية للكيان الصهيوني. والجميع يقر بذلك فالحل الوحيد وكما اعلنه حزب الله لن تهدأ الجبهة الشمالية ما لم يتوقف العدوان على غزة وهذا ما اعترف به الوسيط الاميركي هوكشتاين في بيروت ايضا.
وحسب كل المؤشرات والوقائع والدلائل ان قرار وقف الحرب او عدمها بيد واشنطن ونتنياهو الذي يناور بحل مجلس الحرب او غيرها من القرارات مجرد اداة تنفيذية لاميركا التي يبحث عن مخرج لها قبل انقاذ الكيان الصهيوني من المهلكة واليوم التالي للحرب.