“اسرائيل” العدو المنهك والعالم القلق من حرب شاملة
د. حسناء نصر الحسين
تستمر جبهات الإسناد بدعم أهلنا في فلسطين المحتلة بثبات الموقف ووضوح الأهداف على الرغم من كل ما يطلقه الكيان الاسرائيلي من تهديد ووعيد سواء على مستوى تصريحات القادة العسكريين أو السياسيين أم على مستوى الدول العظمى والكبرى المساندة لهذا الكيان وتقدم له كل أنواع الدعم اللوجستي والأمني عوضاً عن تغطية مجازره اليومية بحق أبناء غزة .
فما بين رسائل التهديد والبحث عن مخرج تبحث عنه أمريكا والغرب وما قدم من قبل هؤلاء المبعوثين وما يمتلكون من اوراق لممارسة الضغوطات على لبنان بما يحفظ ما تبقى من أركان البقاء للكيان الصهيوني الذي أذاقته المقاومة ألم الهزيمة سواء على مستوى المقاومة الفلسطينية أم على مستوى جبهات الإسناد لتبقى كلمة السر في كل الحراك الأمريكي الغربي والذي بات واضحاً من خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة والتي عنوانها إيقاف الحرب بينما مضمونها إنزال الكيان الاسرائيلي عن الشجرة التي اعتلاها في حرب مزقت سردية عقود تبناها الكيان والامريكان لقبوله لدى الرأي العام العالمي على مستوى الدولة الديمقراطية وقوة هذه الدولة على مستوى المنطقة وتفوقها على محيطها في كافة المستويات .
هذه السردية التي سقطت بكل قطاعاتها وهذا السقوط الكبير بفعل العوامل الداخلية للشعب الفلسطيني الذي اعتاد على تحدي الجلاد ليأتي اليوم وينتصر فيه الشعب الفلسطيني على نفسه ويتحمل الإجرام الاسرائيلي والعالمي الذي ترك لقمة عيشه وعلاجه وقطرات مائه عنوان للقبول بالورقة الصهيونية وهذا ما افشله الشعب الفلسطيني .
اما عن تصاعد العمليات المقاومة في جبهات الإسناد فهذه الجبهات أصبحت يومية بالنسبة لجهات الإسناد العراقية واليمنية وتنسيق مشترك يقض مضاجع الكيان والامريكان الذين لم يخفوا قلقهم من هذا التنسيق بفاعليه وتحقيق الأهداف في داخل المستوطنات وعلى مستوى البحار التي ادرجت ساحات مواجهة مفتوحة .
أما عن جبهة الإسناد للمقاومة الإسلامية اللبنانية والتي بفعل الجغرافية فهي أكثر تأثيرا على هذا الكيان والتي صاعدت وبشكل كبير في إطار الرد على جرائم الكيان ومجازره في الداخل الفلسطيني ام على المناطق الجنوبية اللبنانية التي حاولت إسرائيل خرق ضوابط الصراع بهدف التأثير على البيئة الداخلية للمقاومة وهذا ما فشلت به وهذا الفشل تؤكده مراسم التشييع في القرى الجنوبية الواقعة تحت مرمى نيران وقنابل الفسفوري الصهيونية وهذا ما قابلته المقاومة بالرد القوي المدروس على كافة مناطق الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لتحول هذه المناطق لمناطق حرب مفتوحة
ليذهب الكيان الى تهديد حزب الله بتوسيع رقعة الحرب واعادة لبنان للعصر الحجري وهنا يستحضر للذاكرة تاريخ الصراع مع هذا الكيان لكن مع سورية عندما سئل الرئيس حافظ الاسد عن صراع سورية مع الكيان وما يمتلكه هذا الكيان من قدرات تعيد سورية للعصر الحجري فكان جواب الأسد نعم تستطيع إسرائيل تدمير سورية والعودة بها للعصر الحجري لكن رد سورية سيكون بعودة إسرائيل للوراء مئة عام وقبل مئة عام لم يكن هناك إسرائيل.
ومن هذا التاريخ نستطيع أن نقرأ التهديد الاسرائيلي لحزب الله ونسقط عليه رد المقاومة الإسلامية بمئات الصواريخ التي أسقطت على صفد والجليل والجولان وكأن سماحة السيد يجيب على هذا التهديد الاسرائيلي بإعادة إسرائيل عقود للوراء حيث هذه الصواريخ وما تحمله من ضربات استهدفت مواقع استراتيجية للكيان ومنه مصنع أسلحة في سعسع يكون سماحته وضع الكيان وباعتراف الإعلام الاسرائيلي ومحلليه في قطار العودة للعصر الحجري للكيان حيث لم يكن موجوداً أساساً على أرض فلسطين .
وهذا ما اكدته وسائل اعلام العدو الاسرائيلي في تعليقها على الحرائق الكبيرة التي سببتها صواريخ ومسيرات حزب الله و التهمت مساحات واسعة في عدة مناطق منها صفد والجليل والجولان .. ما اوردته هآرتس التي علقت على هذه الحرائق ( هل كانت التوراة تتحدث عن نصر الله حين تنبأت من الشمال تأتي سحابة عظيمة ونار متواصلة لا يطفأ لهيبها الملتهب ) وفي هذا إشارة مهمة يفهمها قتلة الأنبياء والأطفال والنساء جيدا بأن نهايتهم ستكون على أيدي رجال المقاومة وهذا للمرة الأولى يتقاطع مع عقيدة المقاومة بشكل عام في كل جبهات الإسناد بما تمتلك هذه الجبهات من إيمان ونهج وعقيدة بنيت من كتب الله السماوية وهذا ما تؤكد هآرتس نقلا عن كتاب الله التوراة .
اما قناة كان الإسرائيلية التي عكرت صفو الزهو الذي يشعر به قادة الكيان بعد اغتيال الشهيد القائد طالب سامي العبدالله الله ورفاقه الشهداء ، حين ترجم آلام الصهاينة من ضربات حزب الله بالقول : يبدو أن نصر الله انتهى من شرب الشاي وقرر حرقنا ، وفي هذه التصريحات اعتراف واضح بأن المقاومة تنتصر لدماء الشهداء في غزة وفي لبنان ، وما التهديد والوعيد الاسرائيلي الا فقاعات اعلامية يتخفى خلفها قادة الكيان المهزوم والميدان يقول بأن المقاومة بكلها انتصرت وهذا النصر نتلمسه من خلال رسائل القلق الأمريكية الاممية من احتمالية توسع دائرة الحرب لتشمل المنطقة انطلاقا من لبنان والنصائح الأمريكية المتكررة للكيان بعدم الذهاب لتوسيع الجبهات مع حزب الله وهذا دليل على قراءة أمريكية دقيقة بأن أي توسيع للحرب سيكون الخاسر الأكبر إسرائيل لذا نرى اي مقترح للتسوية ووقف العدوان الاسرائيلي على غزة أساسه إيقاف جبهة الإسناد للمقاومة الإسلامية اللبنانية وهو الهدف الأكبر من اي اقتراح أمريكي توافق عليه إسرائيل، هذا بالإضافة للضرر الكبير الذي ألحقته جبهات الإسناد اليمنية والعراقية على مستوى الاقتصاد الاسرائيلي وسمعة أمريكا كقوة عظمى ترمى فخر صناعاتها البحرية وحاملات طائراتها الأكثر شهرة ايزنهاور بالصواريخ والمسيرات اليمنية بعد كل ما تقدم لنا أن نتساءل عن القلق الذي تعبر عنه منظمة القلق الدولية من خطر اندلاع حرب اقليمية ؟ لماذا لا تعبر بشكل أكثر شفافية عن قلقها من زوال إسرائيل؟