kayhan.ir

رمز الخبر: 188174
تأريخ النشر : 2024May22 - 20:28

ايران تودع فقيدها الرمز بحضور عالمي

 

طهران ودعت يوم أمس (الأربعاء) و في يوم تاريخي حزين وخالد ابنها البار ورمزها الفذ اية الله الشهيد الدكتور ابراهيم رئيسي الذي ارتقى الى بارئه مخضبا بدمه اثر سقوط المروحية التي كانت تقله من المنطقة الحدودية مع الجارة اذربيجان الى مدينة تبريز.

التشيع المهيب والمنقطع النظير الذي شهدته طهران بالأمس والتي ذكرتنا بمراسم تشييع الشهيد القائد قاسم سليماني، ادهش العالم وخاصة الغرب الذي يسرح في اوهامه ويعجز على الدوام عن فهم ماهية الشعب الايراني وعلاقته العضوية والمصيرية والعاطفية بقادته وهذا ما ميز ايران ومكانتها بين دول العالم وهذا الترابط قلما نجده في الدول الاخرى .

ايران الاسلامية وخلال الـ 45 سنة من انتصار ثورتها الاسلامية شهدت محطات مؤلمة ومصائب كبيرة بفقدان الكثير من قادتها سواء في الانفجارات او الاغتيالات او الكوارث الطبيعية وقد اجتازتها بكل اقتدار وخرجت مرفوعة الرأس دون ان يحدث اي خلل في ادارة البلاد واليوم اصبحت خبيرة في تخطيئها لمثل هذه المحطات. ولو حدثت في دول اخرى لربما ارهقتها وغيرت من مسارها لكن ايران الاسلامية بما انها دولة مؤسساتية والشعب فيه هو صاحب الكلمة بحضوره الدائم والمستمر في الساحة، سرعان ما تجتاز هذه المحن مهما كانت قاسية وكبيرة وهذا ما اعطى لايران الاسلامية مكانة عظيمة واقتدارا مميزا ودورا بارزا في الساحتين الاقليمية والدولية.

لكن ما ميز ايران في عهد الرئيس الشهيد رئيسي بحنكته وحكمته وانتهاجه لسياسة الانفتاح على دول الجوار ثم الاسيوية والافريقية والاتجاه شرقا لكن ليس على حساب الغرب، جعل من ايران الاسلامية قطب الرحى في اطروحة تغيير النظام العالمي الاحادي الى نظام عالمي عادل متعدد الاقطاب يسود فيه الامن والاستقرار والسؤدد.

وما تميز به عهد الرئيس الخدوم و المتفاني الشهيد رئيسي هو توجيه صفعة مباشرة للكيان صهيوني في عمليات "الوعد الصادق" التي اذهلت العالم خاصة الاسلامي الذي رفع القبعة لايران لانها زلزلت الكيان الصهيوني و قضت مضاجعه و كل حماته ووضعتهم في خانة المردوعين اذ لم يتجروا على الرد بتاتا بل بلعوها لانهم كانوا متيقنين ان ارتكبوا حماقة اخرى فان الرد التالى لايران سيزيل وجودهم و مصالحهم في المنطقة و البداية من الكيان الصهيوني.

 وما لفت انظار المراقبين والساسة في المنطقة و العالم هذا الحضور المكثف لوفود رفيعة المستوى  من 68 دولة ومن مختلف القارات الخمس يتقدمها رؤساء الجمهورية و الامراء و رؤساء الوزارات و رؤساء البرلمانات و وزراء الخارجية و قوى المقاومة الى طهران و مشاركتهم في التشييع و تقديم العزى الى ايران الاسلامية و قيادتها الحكيمة، و هذا يدل على ان ايران الاسلامية اصبحت اليوم تحظى بمكانة عالمية مرموقة بسبب اقتدارها المتعاظم يجلها الجميع و يحترمها لانها تسعى بكل ما اوتيت من قوة لرسم معالم نظام عالمي عادل لا مكان فيه لدول الهيمنه حيث تحترم فيه سيادة و استقلال جميع دول العالم و تساهم فيه مساهمة مباشرة واول خطوة في هذا المجال ما سعت اليه ايران الاسلامية هو انبثاق محور المقاومة و جبهات اسناد المقاومة المتعددة التي باتت تحاصر الكيان الصهيوني و تضيق الخناق عليه و على حماته ليترك المنطقة والى الابد.