باكستان لن تبيع جيشها رغم المليارات السعودية العشر
نضال حمادة
عرضت السعودية عدة مليارات من الدولارات على باكستان في حال مشاركة جيشها في حرب برية على اليمن. غير أن رفض الرأي العام الباكستاني للعرض السعودي، خاصة طبقة رجال الأعمال والصناعة، التي يمسك بمفاصلها الاسماعيليون فضلا عن ضغوط هندية، وجدت آذانا صاغية في واشنطن وموسكو وبكين جعل رئيس الوزراء نواز شريف يتراجع عن موقفه الأول، المتحمس لفكرة إرسال الجيش لمساعدة السعودية في حرب برية تحتاجها في اليمن، وفق ما يكشف مصدر دبلوماسي عربي في باريس.
ويلفت المصدر في حديث لموقع "العهد الاخباري” إلى أن عاملا ثالثا شكّل ضغطًا على نواز شريف، ألا وهو الشعور الباكستاني الشعبي غير المسبوق بالغضب من السعودية والدول الخليجية على وجه التحديد. إذ يتهم مثقفو لاهور وكاراتشي السعودية بالتعامل بـ”دونية وتكبر” مع بلدهم، كما لو كانوا خدّاما ومرتزقةً يمكن شراؤهم وبيعهم في سوق النخاسة.
وتستبعد المصادر نفسها أي انتصار، ولو بشكل رمزي للسعودية في حربها الخاطئة التي تخوضها على اليمن، دون انخراط الجيش الباكستاني فيها.
وتعتبر أن فشل المملكة في حربها سوف يؤثر على وضعها كقوة كبرى في العالمين العربي والإسلامي، لا سيما ان الجميع يعلم ان الكلام عن القضاء على الحوثيين بعيد جداً عن الواقع، رغم الدعايات الإعلامية التي يسوقها الاعلام السعودي حول العالم.
من هنا، تبدو إيران الطرف الوحيد القادر على وضع خريطة طريق لوقف الحرب. وهي في موقع المراقب للتورط السعودي، الذي منحها حرية في تحركها غير المسبوق، حسب المصادر التي تفيد ان الايراني ابلغ الاميركي "أن أي حكومة وحدة وطنية في اليمن لا يمكن ان تقوم على المعايير السابقة نفسها، لان نفوذ السعودية لم يعد له اي مؤيد في الشارع اليمني”.
وتشير المصادر نفسها إلى أنّ إيران ترفض بشكل قاطع تشكيل حكومة في صنعاء، تكون اداة بيد آل سعود. مضيفةً ان "الإيرانيين يسيرون بخط مستقيم مع التاريخ ويدركون ان هزيمة المملكة في اليمن سوف تؤدي الى تعزيز مواقع حلفاء طهران في العراق وسوريا ولبنان وذلك عندما يبدأ البحث في ملفات المنطقة العالقة والساخنة.
وتعتقد ايران ان توزيع السلطات في اليمن سوف يؤدي الى إجبار السعودية على اجراء تعديلات دستورية وإصلاحات داخلية طالما تهربت منها وتقول ان الدبلوماسية الإيرانية تتحدث في المحافل الدولية عن الدور المهم والمقرر للحوثيين في محاربة "القاعدة” والحد من تواجد التنظيم ونفوذه في اليمن.
وتخلص المصادر إلى القول أنّ الموقف الأمريكي، الذي رغم صعوبة قبوله بهزيمة سعودية في اليمن، يأخذ بعين الاعتبار ان الغارات السعودية العنيفة سوف تعقد الأوضاع في وقت اصبح فيه فشل العملية العسكرية واضحا للجميع. ومن هنا تبدو الولايات المتحدة متفهمة لأية طروحات للتسوية السياسية لادراكها انها الوسيلة الوحيدة لإخراج آل سعود من المأزق الذي أوقعوا فيه أنفسهم وحلفاءهم.