kayhan.ir

رمز الخبر: 186555
تأريخ النشر : 2024April22 - 20:48

الاعلام العربي

وتستخيف العقل

المراقب لموسوعة القنوات العربية التي تبثها بعض البلدان المعروفة الولاء لاميركا والحريصة على التطبيع تجتمع لديه نصوص متكررة تفتقر لابسط المقومات المهنية والعقلية.

والذي يهيمن على تراتبية النشرات الاخبارية هذه الرؤية بعين واحدة لاسيما مع ما يشهده العالم اليوم من دخول لاعب قوي اقليمي قد خبر فن السياسة ليبسط ذراعيه على احناء المستجدات في كافة القارات، ويعطي لشعوب متطلعة لاستقلالية الراي الثقة بالنفس باعتماد القرار والذات والمشاركة الاقتصادية كمجموعات ناهضة تحاول الاستغناء عن العملة الاميركية الدولار.

ان ما تهدف اليه هذه القنوات الاعلامية بتركيزها على التنوع الظاهري والاسترخاء في الجانب السياسي واستقلال القرار، تمييع الهمة لدى المواطن العربي بالدق على رأسه بصورة مستمرة ليعتلج في ذهنه محدودية العالم وان مقاليد الامور لا تخرج من يد اصحابها كسادة للعالم بدءاً باميركا وانتهاءاً بـ"اسرائيل".

هذا اذا ما اضفنا إليه هشاشة ما يطرح من امور سخيفة وسطحية حول الضربة الاستراتيجية والتاريخية لليلة الكبرى التي صدمت فيه "اسرائيل" وحماتها الغربيين الذين عبئوا كل امكاناتهم لكي لا تحقق الضربة الايرانية اهدافها لكن خسأوا واستطاعت ايران الاسلامية استهداف قاعدتين جوتين في عمق الكيان وموقع استخباري في الجولان. اما مئات المسيرات والصواريخ التي اطلقتها ايران كانت لمشاغلة العدو وحماته واستنزاف دفاعاتهم الجوية وقببه الحديدية وغيرها.

هذه العملية التاريخية التي اذهلت العالم ستظهر تداعياتها الخطيرة والخطيرة جدا على الكيان الصهيوني مع مرور الوقت لذلك نرى الاعلام العربي والاميركي والصهيوني سارع لتشويه الحقائق وقلب صورة هذا النصر الكبير الذي دفع بشعوب الدول التي مرت عبرها هذه المقذوفات وذهبت الى اسطح المنازل لتبتهج بنشوة النصر والعزة والفخر لما تقوم به ايران لكسر هيبة العدو وتغيير قواعد الاشتباك معه وهذا ما يزعج هذه الجهات التي ترى في هزيمة العدو الصهيوني هزيمتها لذلك شغلت ماكنتها الاعلامية للتقليل من هذا النصر الكبير الذي هز الكون باجمعه والاستخفاف والتشكيك به والتطبيل لرد العدو الذي استخدم عملائه في عملية صبيانية مفضوحة استخدمت فيها ثلاث مسيرات صغيرة للهجوم على اصفهان لكنها اسقطت قبل اي تدخل اجواء المدينة والتي كانت اشبه بالمسرحية على انه انجاز كبير فيما صورت عملية الليلة الكبرى والتاريخية على انه "مسرحية". والظريف في الامر ان وزير الامن الاسرائيلي بن غفير علق على العملية بانها "ضعيفة ومسخرة"، لكن الاعلام العربي للمطبعين ومن يحالفهم صوروا الموضوع بانه قصف للمنشات النووية!!. غير ان هؤلاء الاعلاميين المفضوحين يتحرجون من الدفاع العلني عن الكيان الصهيوني لعواقبها الوخيمة المفروضة عليهم وليس امامهم من مفر للتهرب من الاملاءات الاميركية عليهم يلجأوون الى سرديات سخيفة واتهامات واهية لانهم لايملكون ادلة ولا وثائق للاستناد عليها لذلك يلجأون الى الاسلوب الرخيص وهو الكذب والتلفيق، وهدفهم وفقا لما يطلبون منهم زرع اليأس في نفوس الشعوب العربية بان اميركا والكيان الصهيوني قدر لايمكن المساس بهما او الخروج عليهما.لاهثون وراء هذه السرديات المتعفنة يريدون ايصال رسالتهم للشعوب العربية التي تعي اليوم بشكل ملحوظ ما يدور حولها لقتل روح الأمل فيهم بان اسرائيل امر واقع ولا يمكن هزيمتها وليس امامنا سوى الاستسلام لهذا القدر لئلا تتعرض المصالح الاميركية والغربية في المنطقة الى الخطر.

وليس لنا من حيلة امام هؤلاء الاغبياء الذين يستحمرون الشعوب العربية، لكن في الواقع يستحمرون انفسهم ان نشير الى بعض ما قالته وسائل الاعلام الاميركية والغربية ونكتفي بذلك.

فارين بالستي: "كان باستطاعة ايران ضرب تل ابيب لكنها اتخذت سياسة ضبط النفس".

نيويورك تايمز: "الهجوم الايراني كان نصر اقليمي كبير."

بي بي سي: "صورة اسرائيل تآكلت امام الضربة الايرانية".