محور المقاومة,استراحة محارب
ميلاد عمر المزوغي
سوريا ليست كباقي الدول بفعل موقعها الجيوسياسي,فهي النافذة الوحيدة للاتحاد الروسي على البحر المتوسط وكما انها قلب محور المقاومة,وحلقة التواصل بين اطرافه,لم يغب ذلك عن المقاومين فتنادوا يدافعون عن سوريا في المحافل الدولية وبالرجال الشجعان الذين ابلوا بلاءا حسنا في المعارك التي حسمت مصير الارهابيين فسقط بعض مموليهم ,ذهل البعض الاخر بصمود الابطال,فأصبح يتخوف من رجوع اولئك المجرمين الى بلدانهم الاصلية,خففوا لهم الدعم ليبقوا على قيد الحياة لان هؤلاء التكفيريين لم ينتهي دورهم بعد.
تعايش السوريون مع الواقع الجديد الذي فرض عليهم, استمرت عجلة الحياة وان بخطى متعثرة لكن السوريين وصلوا الى نتيجة مفادها ان الصمود ودحر العدوان امور لا بد منها, اذهل الاقبال على صناديق الاقتراع بسوريا دول الغرب وأمراء الخليج الفارسي الميامين,فالسوريون لم ترهبهم اعمال العنف والتفجيرات المتنقلة على ربوع وطنهم,انها ارادة الحياة.
قال الشعب السوري كلمته,الاسد رئيسنا,لم يمضي بل ارسى معادلة جديدة في المفاهيم الغربية,من ان شرفاء الامة سيظلون يدافعون عن الوطن مهما ألّمّت بالوطن من مخاطر ومهما حاول اعداء الامة تشويه هؤلاء الشجعان ونعتهم بأنهم طغاة يذيقون شعوبهم اصناف العذاب ويتحكمون في جميع الامور صغيرها وكبيرها فلا يتركون للشعوب فرصة التعبير عن الرأي وبناء الوطن,حاول الغرب ومعه بيادقه التي يتحكم بها عن قرب "بالهمز والتواصل المباشر” او عن بعد "بالريموت” حسب الحاجة.
لم تنته المعارك بعد, فالعصابات التكفيرية لا تزال تقتل الابرياء,والغرب الاستعماري لن يعترف بفشله بسهولة وسيعمل ما في وسعه من اجل اطالة امد الحرب لتدمير المزيد من مقومات الحياة, لكن عزيمة الاحرار على مواصلة المشوار لتحقيق النصر المبين آخذة في الازدياد,ليقل الغرب وأذنابهم ما يشاءون بشان الانتخابات,فشعوب الاذناب لم يسبق لها ان شاركت في اختيار ادنى مسئول,فما بالك باختيار رئيس الدولة,ان هؤلاء يخشون من انتصار الشعب السوري,خوفا من ان تنطلق عدوى الديمقراطية الى بلدانهم فيرمى بهم على قارعة الطريق ان لم نقل بصناديق القمامة.
محور المقاومة ظل متماسكا طوال الازمة,لان الخطر يحذق بالدول المقاومة مجتمعة,الكل يشيرالى الدور الذي قام به مقاتلو حزب الله في معارك الغرب السوري وخاصة القصير ويبرود حيث خبرته في مجال حرب العصابات, فأعرب حينها الخونة وأصحاب الايدي المرتجفة الاذاريون ,الوسطيون في لبنان وغربان الخليج الفارسي من انزعاجهم بانخراط حزب الله في الشأن السوري الداخلي وكأنما العالم لا يعرف دورهم المشبوه في تدريب التكفيريين على ارض لبنان ومن ثم تامين الطريق لهم نحو سوريا وقد عاثوا فيها فسادا وتنكيلا بالأبرياء.
حزب الله صار يحسب له الف حساب,يهابه الاعداء ويفخر به الاصدقاء ,اما الخونة في لبنان فإنهم يدركون مكانة الحزب في اللعبة الاقليمية فلا يمكن تجاهله,لكنهم لا ينفكون عن كيل الشتائم والتهم له,الحزب لم يعرهم اي اهتمام فهؤلاء مجرد ابواق لأسيادهم ,وان لا حل لمشكل السياسي في لبنان دون موافقة الحزب وأصدقائه,لن يأتي رئيس للبنان على غرار ميشيل سليمان ,بل اقله ألا يطعن المقاومة في الظهر .
ان الاسد ربان سفينة نجاة سوريا والشريان الرئيس الذي يغذي محور المقاومة,وكلنا امل في ان تنضم مصر الى محور المقاومة وقد كانت السباقة الى الذود عن مصالح الامة لولا اغتيال عبد الناصر والإتيان بأحد العملاء الذين فرطوا بالأرض حيث ابعدوا مصر عن القيام بدورها ردحا من الزمن.
لا شك ان المشوار طويل نحو استعادة الكرامة وتحرير الارض المغتصبة والأماكن المقدسة,لقد وضع محور المقاومة القطار على السكة الصحيحة,فلا نامت اعين الجبناء.