kayhan.ir

رمز الخبر: 18568
تأريخ النشر : 2015May02 - 21:24

مجلس الامن يشرعن للعدوان!!

ان يخفق مجلس الامن الدولي في اتخاذ قرار لايجاد هدنة انسانية في بلد معتدى عليه كاليمن يعيش لاكثر من سبعة اسابيع تحت القصف الوحشي البربري السعودي الظالم والذي ينذر بوقوع كارثة انسانية فهي نكسة كبيرة في كل المعايير الانسانية والاخلاقية والمسؤولية الملقاة على عاتقه كمؤسسة دولية وهي بالتالي علامة فارقة ومخزية ستبقى في سجله بانه عجز ان يقوم في وقت ما بمهمة انسانية محضة فكيف به ان يتصدى لمسؤولية من العيار الثقيل تهم الامن والاستقرار في العالم.

ان مجلس الامن الذي تهيمن عليه اميركا وبعض القوى الغربية قد فقد صلاحيته وهو اليوم تحت طائلة التساؤل بسبب عجزه التام عن القيام حتى بمهمة انسانية واحدة لانقاذ بلد يتعرض الى الابادة البشرية والدمار الهائل وهذا امر يستدعي التوقف عنده لانه يعبر عن سقوط اخلاقي وانساني شديد ويعبر عن عدم الالتزام بابسط حقوق الانسان والشعوب التي تريد ا لعيش بحرية وكرامة.

فبعد ان افشلت واشنطن ومعها بعض الدول الغربية والعربية المنبطحة، مشروع قرار روسي تقدمت به موسكو الى مجلس الامن للمطالبة بايجاد هدنة انسانية في اليمن، اتضح للعالم اجمع رغم تبجحهم بحقوق الانسان والدفاع عن الشعوب، مدى عدوانيتهم وحقدهم ضد البشرية وتعطشهم لسفك المزيد من الدماء والدمار لا لشيء سوى اشباع رغباتهم الشيطانية وحفظ مصالحهم في الدفاع عن دولة ذيلية كالسعودية وضعت كل امكاناتها وطاقاتها في خدمة الغرب لحماية امن الكيان الصهيوني وهي اليوم تقاتل بالنيابة عنهم في المنطقة.

ان الاصرار الاميركي والغربي على افشال مشروع قرار روسي للحيلولة دون وقوع كارثة انسانية في اليمن البلد الفقير والمتواضع في امكاناته يدل على مشاركتهم ووقوفهم خلف السعودية للمضى في الابادة والتدمير الممنهج لليمن وتبديله الى ارض محروقة حتى يرفع الرآية البيضاء ويشفي غليلهم المسعور متناسين انهم يرتكبون اخطاء فادحة تدفع باتجاه انهيار الاستقرار والسلم العالمي الذي لم يسلموا منه عندما يشجعون الدول الاخرى بموقفهم هذا على ارتكاب العدوان والمجازر ضد الشعوب. ان هذا الموقف المخزي واللامسؤول الذي يشجع على سيادة قانون الغاب ثانية في المجتمع الدولي تتحمله هذه الدول وعليها ان تتحمل تداعيات مواقفها ايضا والتي تؤكد من خلالها عدم انسانيتها والتزامها بالمعايير الاخلاقية والقوانين الدولية في احترام سيادة الدول ومنع الاعتداء عليها تحت طائل أي مبرر .

ان هذا الموقف اللاانساني للدول الغربية والعربية وفي مقدمتها اميركا التي وقفت ضد مشروع قرار انساني كان يستهدف وقف ابادة شعب اليمن وتدمير ما تبقى من امكانات لديه ورفع الحصار الجوي والبحري عنه ستضعها في خانة التساؤل وعليها ان تتحمل وزر مشاركتها في العدوان السعودي على اليمن وتداعياته الخطيرة والهائلة. وقد اثبتت هذه الدول بهذا الموقف اللاانساني والمشين مدى انحطاطها الخلقي وانغماسها في الجريمة وتعطشها كالنظام السعودي لسفك الدماء ونشر الدمار وهي في نفس الوقت اثبتت غباءها وجهلها بالتاريخ وبما يحدث على الارض. فالعدوان الذي لم يحقق أي من اهدافه في غضون 38 يوما متى يريد ان يحقق اهدافه خاصة وان الشعب اليمني ابدى من الاستبسال والصمود والصبر الاستراتيجي ما يجعله مضربا للامثال في المستقبل.

يبدو ان النظام السعودي الذي يسبح في وحل هزيمته يكابر في قبول الواقع قبل ان يسحق تحت اقدام اليمنيين الشرفاء الذين ينتظرون بلهفة اوامر قيادتهم للانقضاض على وكر الجريمة والعدوان والارهاب في الرياض.

ولتعلم الرياض اذا استطاعت ان تشتري ذمم بعض الحكام العرب وغير العرب وتضعهم في خانة خزيها وجرائمها فانها لا تستطيع شراء ذمم الشعوب والدول الحرة والمستقلة والشريفة. ان طهران ومن موقعها المسؤول والتاريخي وواجبها الاسلامي تعتبر امن الدول الاسلامية من امنها فكيف بدولة يعتدى عليها في وضح النهار ظلما وعدوانا لذلك فقد حذرت امس طهران وعلى لسان مساعد الخارجية الاسلامية عبداللهيان "بان امن اليمن امن ايران ولن تسمح للاخرين العبث بالامن المشترك او تزولها عهد المغامرات دون رجعة".

على القادة الجدد والمغامرين في الرياض ان يستوعبوا ابعاد واخطار مغامرتهم البائسة ويفهموا هذا التحذير غير المسبوق! خاصة وان اولى تداعيات عاصفتهم العدوانية نخرت جسد العائلة المالكة واحدثت فيها سلسلة تغييرات عاصفة والايام القادمة حبلى بالاحداث والمفاجآت.