الرياض .. لا حل سياسيا لليمن بل وصاية!!
مهدي منصوري
بدأ من اوضح الواضحات ان الرياض ليس فقط بعدوانها الاخير على اليمن اتخذت موقفا وفي كل مفاصل الحياة السياسية اليمنية لان لا يجتمع اليمنيون على كلمة واحدة بل انها وبتدخلها السلبي في الشأن السياسي الداخلي والوقوف الى جهة معينة ضد جهة اخرى لتبقى حالة التناحر والتدافع بين الفصائل اليمنية لكي تحصل على فراغ تتمكن منه ان تتصرف بمقدرات الشعب اليمني.
وقد شوهد الامر بوضوح اكثر عندما اعلن الشعب اليمني ثورته الكبرى والذي ازاح فيها وصي السعودية علي عبد الله صالح آنذاك والذي اعتبرته الرياض هزيمة لمشروعها في اليمن، لذلك تدخلت من خلال فذلكة الورقة الخليجية وجاءت بعميلها هادي ووضعته على كرسي الرئاسة وبدعوى كاذبة وخادعة هدفها اخماد اوار الثورة وعدم الوصول الى حالة الانتصار بان تكون هناك فترة انتقالية ينتهي الامر فيها الى انتخابات رئاسية وتشريعية لكي تعيش اليمن حياتها العادية وفي ظل نظام سياسي وديمقراطي يمثل الجميع.
الا ان حال المماطلة والتسويف التي رافقت هادي في الحكم والتي تتمثل بعدم اعطاء الاهمية للحوار الوطني من جانب ومن جانب آخر فرض شروط تعجيزية على بعض الاطراف السياسية اليمنية التي لا تنسجم مع الهوى السعودي بحيث يدفعها للانسحاب من العملية السياسية ليفتح المجال امام الوهابية السعودية ــ تأخذ دورها في هذا البلد.
لكن ابناء الثورة حينما وجدوا ان ثورتهم قد اخذت تسرق منهم اخذوا دورهم في اعادة الامور الى نصابها بحيث وبعد حركتهم الشعبية التي تمكنوا فيها من الوصول الى اتفاق مع عدة نقاط تحفظ وحدة الشعب اليمني بحيث وصل الامر الى توقيع الاتفاق. الا ان المفاجأة غير المنتظرة هي تقديم الرئيس هادي وبنفس الوقت رئيس حكومته الاستقالة من اجل ايجاد فراغ سياسي ليضع اليمن في دائرة الفوضى.
وواضح ان استقالة هادي قد جاءت باشارة من السعودية مباشرة بحيث ان المبعوث الدولي في اليمن بن عمر قد حط رحاله في السعودية بعد تقديم استقالة هادي مباشرة.
الا ان الذي تم ملاحظته ان القوى الثورية وعلى رأسها الحوثيون قد استطاعوا ان يديروا الوضع في اليمن وبصورة تمكنت فيه الاطراف السياسية اليمنية الوطنية على اتفاق بتشكيل مجلس رئاسي يدير شؤون البلاد مؤقتا الى ان يتم اجراء الانتخابات. لذلك فان السعودية وجدت في هذا الامر انحسارا كبيرا لمشروعها في اليمن فبادرت الى عنجهيتها الهوجاء وقامت بعدوانها الشرير الذي لم تحصد به ولهذا اليوم سوى الخسران والخيبة.
وبدا واضحا ان العدوان السعودي الهمجي على اليمن والذي طال كل المدن اليمنية وبصورة عشوائية يؤكد ما ذهبنا اليه الا وهو انها تريد ان تفرض وصايتها بالقوة على هذا البلد، بعد ان فشلت من خلال عملائها السياسيين كهادي وامثاله. هذا من جانب و من جانب آخر قد كشف المبعوث الدولي السابق في اليمن المستقيل بن عمر هذا الامر بوضوح اذ اكد ان " الرياض لا تريد الحل السياسي لهذا البلد".
ولكن لتدرك الرياض وكل الذين تحالفوا معها من ان هذه الحرب لابد ان تنتهي يوما ما، ولكي يبقى الشعب اليمني هو صاحب القرار في الدرجة الاولى، ولذلك واذا كان للرياض ادنى احترام لدى الشعب اليمني، فان العدوان الحاقد قد ازال هذا الامروالى غير رجعة، ولذلك فانه لايمكن ان يكون الشعب اليمني بعد اليوم خادما صغيرا تتحكم في مصيره السعودية او أي دولة اخرى. وسيقف على قدميه وقفة المارد البطل من اجل تحقيق حياة سياسية ديمقراطية تأتي بها صناديق الاقتراع، وسيبني كل ما هدمته السعودية وهو يرسل اللعنات الواحدة تلو الاخرى للايادي الآثمة التي اراقت دم ابنائه وهدمت دوره . وسيزيل هذه الغمامة السعودية السوداء من على رؤوس اليمنيين وان ذلك ليس ببعيد.