kayhan.ir

رمز الخبر: 180259
تأريخ النشر : 2023December08 - 21:33

قرار انساني ام لانقاذ الكيان

الامين العام للامم المتحده " انطونيو غوتيرش " وجه الاربعاء الماضي رسالة الى مجلس الامن الدولي واستخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التي يتيح له " لفت انتباه " المجلس الى ملف " يمكن ان يعرض السلام والامن الدوليين الى الخطر" . وهذه هي مرة الاولى التي تفعل هذه المادة منذ عقود والتي اثارت حفيظة الكيان الصهيوني والدول الغربية الداعمة له .

الامين العام للامم المتحدة وصف في رسالته الى مجلس الامن الوضع في غزة بانه مع عدم وجود الملاجئ بالكارثي الامر الذي يجعل تقديم المساعدات الانسانية امرا مستحيلا .

تجديد الامين العام للامم المتحدة دعوته الى وقف اطلاق النار يأتي في وقت مضى على حرب الابادة الجماعية التي تتعرض لها غزة اكثر من ستين يوما من قبل الاحتلال الصهيوني المدعوم من اميركا والدول الغربية والعربية المتخا       ذلة  والتي خلفت وراءها اكثر من 17 الف شهيد جلهم من الاطفال والنساء وكذلك اكثر من 46 الف جريح اضافة الى الدمار الهائل الذي لحق بالمناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والمرافق العامة والخاصة .

ورغم شراسة القوات الصهيونية وقصفها الوحشي والمستمر على مدار اللحظة ؟ لغزة فلا زالت المقاومة الفلسطينية وفي المقدمة حماس صامدة بقوة وتمسك بالارض ولم تفعل بعد كل امكاناتها واستطاعت خلال ال 72 ساعة الاخيرة من تدمير 140 دبابة والية للعدو وقتل وجرح العشرات منهم وجلهم من الضباط الذين يقودون الاليات.

الجيش الصهيوني الذي يغرق اليوم في رمال غزة يعاني اساسا من هزيمة نفسية تتفاقم يوما بعد يوم خاصة وانه لم يحقق اي انجاز على الارض وهذا ما يقر به ساعة بعد ساعة من لحظة الهزيمة النهائية .

الكيان الصهيوني الذي يعاني من عقدة الهزيمة والنقص قد فقد توازنه تماما وبات يتعامل بشكل لا انساني بل انتقامي مع المدنيين الفلسطينيين الذين اعتقلهم وعرض صورهم خلال ال 48 ساعة الاخيرة وهم عراة على انهم مقاومون من حماس قد استهجن بشدة من قبل الرأي العام العالمي على انها صورا من تعامل النازية والقرون الوسطي مع الشعوب.

الكيان الصهيوني الذي يبحث عن نصر وهمي يحاول عبر تسويق هذه الصور المشينة والنافية للحقوق الانسانية تسجيل بعض النقاط متناسيا ان هذا التعامل الوحشي مع المدنيين في زمن الحروب يكشف عن وجهه الحقيقي المجبول على العنف والارهاب وانتهاك حقوق الانسان وفي نفس الوقت يكشف ضحالة الثقافة والحضارة الغربية التي تدعم عدوانية وممارسات الكيان الصهيوني البشعة والتي تضعها بكل صلافة في خانة الدفاع عن النفس ولابد ان يأتي ذلك اليوم ليدفع فيه ثمن هذه المواقف المخزية واللانسانية .

وحتى ساعة كتابة هذه السطور كان مجلس الامن منعقدا بطلب من غوتيريش و لم يصدر عنه اي قرار بشان وقف اطلاق النار مع العلم ان اميركا قد استخدمت عدة مرات حق الفيتو لمعارضة اي قرارا لوقف الحرب ضد غزة ، لكن هذه المرة ستكون اميركا محرجة لاتخاذ مثل هذا القرار بسبب ان الامين العام للامم المتحدة قد استخدم المادة 99 لميثاق المنظمة الاممية لوقف الكارثة الانسانية في غزة ، الا ان الكيان الصهيوني المغطى اميركيا وغربيا ومن بعض الدول العربية المتخاذلة  قد لا يذعن لهذا القرار الانساني لوقف الحرب الا ان هناك احتمالا بان القرار يخدم الكيان الصهيوني للنزول من الشجرة لانه بات على وشك الهزيمة من شدة الضربات الموجعة التي تلقاها من اطراف محور المقاومة خاصة من حماس الذي اغرقته في اوحال غزة.