الی اين تذهبون !!
زيارة الوفد العربي الذي يضم كلا من وزراء خارجية السعودية ومصر والاردن وفلسطين والامين العام لمجلس التعاون الاسلامي الی الصين في اطار جولة الی عدد من عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الامن بزعم الدفع بمسار الحرب علی غزة ياتي في اطار الحملة الدعائية لابعاد الشبهة والظهور علی ان الوفد العربي يبذل جهودا جبارة ! متحملا هذا العناء الكبير لوقف الحرب علی غزة وذلك بعد اكثر من اربعين يوما علی اشعالها وكأن جميع السبل تقطعت بهم للذهاب الی الاستجداء من الاخرين وهذا ليس استصغارا بالصين التي هي دولة صديقة ومؤيدة للحق الفلسطيني ونحتاج الی دعمها لكن ما حيلتها ان تفعله امام الفيتو الاميركي الخبيث .
السوال الذي يطرح نفسه هل انتم حقا عاجزين عن حل هذه المشكلة ام انكم تستغفلون شعوبكم بانكم تسعون عبر الاخرين لوقف هذه الحرب المدمرة التي اتت علی الاخضر واليابس في غزة وقتلت لحد الان اكثر من 12 الف فلسطيني جلهم من النساء والاطفال .فهل في الواقع ان تحرككم هذا هو لنصره ابناء غزة ام هو لذر الرماد في العيون واسكات شعوبكم بانكم تبذلون الغالي والرخيص لوقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني؟! ام انه مجرد عملية التفافية دعائية لا تنطلي علی احد؟. فشعوبكم واعية ومدركة لما يجري حولها وقد خبرتها التجارب طيلة فترة الصراع مع هذا العدو الغادر فيكفي ان تمتلكوا الارادة والعزيمة وتشمروا عن سواعدكم في اتخاذ بعض القرارات السياسية والاقتصادية كقطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني ووقف التعاون التجاري وبيع النفط والغاز له وعندها ستشاهدون كيف يرفع العدو الراية البيضاء . واضافة الی ذلك فعندكم من اوراق الضغط كالنفط والاموال الطائلة المودعة في البنوك الاميركية ما يكفي لحملها للايعاز الی الكيان الصهيوني بوقف العدوان علی غزة فورا وهي صاحبة القرار والاصيل في هذا المضار. فكيف تريدون اثبات مصداقيتكم امام شعوبکم في حين ان بعضكم لايسمح حتى لشعبه في التظاهر لنصرة غزة المظلومة والمذبوحة.؟
ان الراي العام العربي والاسلامي يتساءل ما هذه الاندفاعة في وقت ان الكيان الصهيوني المحتضر في الدقيقة التسعين من عمره فهل تريدون بث الروح فيه كطرف تعترفون به ليعود ثانية ليفتك بشكل اكبر بالشعب الفلسطيني كما عمل طيلة العقود الماضية؟ .
ان الظروف الاليمة والقاسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني خاصة ذبح الخدج والرضع من اطفال غزة تدمي كل انسان غيور وشريف مهما كان دينه وقوميته وعرقه وانتمائه وكما قال الرئيس رئيسي ينبغي توحيد الاصوات للضغط علی الصهاينة لوقف جرائمهم واليوم هو يوم اختبار الهي وانساني لكافة الحكومات لوقف التعاون والعلاقات السياسية والتجارية مع الكيان الصهيوني .