kayhan.ir

رمز الخبر: 17880
تأريخ النشر : 2015April18 - 21:32

اوباما يتدارك ما عبثت به السعودية

امير حسين

تطوران لافتان في الساحة العالمية خطفا الاضواء من حولهما ولايمكن الاستهانة بهما باي شكل من الاشكال ولا المرور عليهما مرور الكرام اولهما دعوة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة للسعودية بوقف غاراتها على اليمن التي تستهدف المدنيين العزل خاصة وهي الدعوة الاولى من نوعها منذ ان بدء العدوان السعودي الغادر على اليمن قبل اكثر من ثلاثة اسابيع والامر الاخر الهام جدا والذي نعرفه جميعا عن الرجل انه لم يتحرك دون اذن اميركي مسبق حيث لم نشهد له مثل هذه المواقف الانسانية لا في لبنان ولا في العراق وسوريا وحتى في غزة المظلومة المحاصرة.

فالدعوة ليست اعتباطية انها مقدمة لانقاذ آل سعود من تداعيات الجريمة الكبرى والكارثية التي ارتكبوها ضد الشعب اليمني الاعزل وانزالهم من الشجرة بسلام وما يقوي هذا الاستنتاج والترتيب له الاتصال الهاتفي الذي سارع اليه الرئيس اوباما بالاتصال مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وبحث معه آخر التطورات على الساحة اليمنية وقرار مجلس الامن ومستقبل المرحلة السياسية الانتقالية في اليمن حسب ما اعلنه البيت الابيض امس السبت وهذه دلالة اكيدة وخطوة استباقية لانقاذ آل سعود من المأزق الذي وقعوا فيه بالطبع لم تكن الادارة الاميركية بريئة مما يجري اليوم في اليمن بل كانت المحرض والدافع الاساس للسعودية بان تلعب دورها الوظيفي وتستعيد دورها المفقود في المنطقة خدمة للمصالح الاميركية ورفع رصيدها المتزلزل في المفاوضات النووية الجارية مع طهران، لكن صمود اليمن البطولي وغير المتوقع حسب تصوراتهم الباطلة والزائفة وبالاحرى وبكلمة ادق عبر عنها سيد المقاومة وزعيمها السيد نصر الله بـ"الصبر الاستراتيجي" ابطل كل حساباتهم المتهرئة واوقفهم امام باب موصد يستحيل عليهم فتحه اسمه سور اليمن الحصين لذلك اضطر الرئيس اوباما مرغما لمعالجة الموقف قبل ان تنهار المصالح الاميركية في المنطقة تماما ويخسر فيها اعتى نظام يسخر كل امكاناته وامواله لتأمين حماية الامن الصهيوني على حساب الشعوب العربية والاسلامية التي يستبيحها عبر تجنيده للمجموعات التكفيرية والارهابية تنشر الدمار والخراب وسفك الدماء فيها دون اي وازع انساني او اخلاقي.

ولاشك فيه ان الدافع الاساسي وراء مبادرة الرئيس اوباما بالاتصال بالملك السعودي هو الفشل الذريع للعدوان السعودي البربري على اليمن وعدم تحقق اي من اهدافه الخبيثة والمعلنة المضمرة وهو يدخل يومه الرابع والعشرون والشعب اليمني بكافة توجهاته وتياراته السياسية صامد صابر محتسب الى الله مظالم العدوان الوحشي والغادر لجاره الذي لم يتورع في ارتكاب ابشع الجرائم وافظعها ليس ضد نسائه واطفاله الابرياء فحسب بل ضد الانسانية جمعاء وهو ينتظر في نفس الوقت اوامر قيادته الرشيدة والحاسمة المتمثلة بالزعيم الشاب والمجاهد عبدالملك الحوثي وهذا ما يخشاه البيت الابيض خوفا على ربيبته الثانية في المنطقة الكيان السعودي الذي يتحسب سقوطه في اية لحظة خاصة وان الرئيس اوباما حذر النظام السعودي وفاجأه بالحقيقة المرة بان الخطر عليك ليس من ايران بل من الداخل السعودي!.