العراق والتنصل الاميركي!!
مهدي منصوري
ماذا يمكن ان يرتجيه الشعب العراقي وهو يرى بأم عينيه الموقف الاميركي المتخاذل تجاه تقديم السلاح لقواته والموقف الداعم والقوي للقوى الظلامية خاصة داعش من خلال تقديم الدعم اللوجستي وغيره.
عندما تمتنع واشنطن عن تنفيذ اهم بند من بنود الاتفاقية الامنية مع بغداد وهو تقديم السلاح المطلوب لكي يقف الجيش العراقي على قدميه لمواجهة الهجمات التكفيرية دفاعا عن البلاد يعكس وبوضوح انها متواطئة وبشكل مباشر مع الذين يريدون ان يقوضون الحكم في العراق.
وقد يكون تقاعس اوباما عن تقديم السلاح للجيش العراقي من قبل واشنطن لبغداد رغم مناشدات الحكومة العراقية ابان الهجمة الشرسة للارهابيين على الموصل قد عكس تصورا واضحا لدى ابناء الشعب العراقي ان واشنطن كان لديها اليد الطولى في سقوط الموصل بيد الارهابيين لتشكل فصلا من فصول الاطاحة بالنظام العراقي القائم. او بالاحرى تغيير مسار العملية السياسية الى الصيغة التي تريدها اميركا والذي تفرض فيه حكم الاقلية على الاغلبية. وقد استخدمت في هذا المجال ذرائع كشفت عن ذلك وبوضوح وهو ما جاء على لسان بايدن وغير من صناع القرار الاميركي بالدفاع عن مظلومية السنة في العراق وهو الفخ ا لذي وقعوا فيه من حيث لا يشعرون واخذوا يدورون في حلقة مفرغة بحيث لا يدرون كيف التخلص منها.
اذن واليوم والعبادي تطأ قدماه واشنطن وخاصة بعد الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات الامنية مدعومة بابناء المرجعية الحشد الشعبي والذين أذهلوا ليس فقط واشنطن وادارة اوباما بل اذهلوا العالم بأجمعه قد وضعت اميركا امام موقف لايمكن ان تتصوره في يوم ما لانها وبتنصلها عن عدم تسليم الاسلحة المتفق عليها والمدفوع ثمنها مقدما لاعتبارات واهية وجدت ان ابناء العراق تمكنوا من ان يحققوا هذه الانتصارات من دون طلب أي دعم منها مما يعكس انها أصبحت بالنسبة للعراقيين غير ذات اهمية تذكر.
وكذلك اثبتت مجريات الاحداث على الارض خاصة في المعارك التي دارت في المناطق الغربية ان التصور الخاطئ الذي يعتمل في أفكار الادارة الاميركية وهو ما تطلقه على ابناء الحشد الشعبي من انهم ميليشيات شيعية قد ذهب ادراج الرياح لان ابناء الشعب العراقي وبكل طوائفه كان مشاركا في هذه القوات ، ولذلك تمكنوا ومن خلال الاعتماد على قدراتهم الذاتية واندفاعهم البطولي لتحرير الارض من ان يحققوا الانتصارات المذهلة.
لذا فان اميركا لم يعد اليوم لديها المبرر او المسوغ الذي تقف فيه معارضه لتسليح الجيش العراقي بل يفرض عليها تنفيذ تعهداتها التي وقعت عليها مع الحكومة العراقية. وما صدر عن الكونغرس بالامس من ان العبادي لم يطلب من اميركا التسليح ما هو الا ضحك على الذقون لان العراق لم يكن يستجدى او يطلب المساعدة في هذا المجال بل يطالب وبقوة بل وينتزع حقه الطبيعي من واشنطن والذي يفرضه عليها الاتفاق الانف الذكر بتسليح الجيش العراقي بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة من دون اي منة او استجداء من قبل العراق.
ولكن المعروف ان اميركا التي تكيل بمكيالين وتتعامل مع القضايا الاساسية مع الدول على اساس فرض الارادة والرأي فانها اليوم لاتتمكن ان تفرض هذا الامر على العراقيين الذين وضعوها جانبا وتقدموا في سوح الجهاد واستطاعوا ان يلحقوا الهزيمة المنكرة بالارهابيين المدعومين اميركيا وصهيونيا واقليميا. وهم القادرون على تحرير العراق وابعد من العراق من ارهابيي داعش وغيرهم.