اردوغان,اعتراف بالهزيمة
ميلاد عمر المزوغي
أعلنت موافقتها لعاصفة الحزم, ما ينم على أنها تشاطر السعودية تخوفها مما آلت إليه الأمور في اليمن بشان المد الشيعي,لكنها عندما ابرم اتفاق الإطار مع الغرب بشان البرنامج النووي الإيراني سارع اردوغان إلى زيارة إيران في محاولة منه لحل مشكلة اليمن الآخذة في التفاقم ,مبديا رغبته في وقف نزيف الدم في كل من العراق وسوريا!,ربما أدرك اردوغان انه لم يعد بإمكانه فعل المزيد,لقد رمى بكل ثقله في معركة إسقاط النظام في سوريا وفتح حدود بلاده على مصارعها أمام التكفيريين,وساهم في قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من الشعب السوري إضافة إلى تدمير البنى التحتية وأخبار شبه مؤكدة عن نقل آلات ومعدات مصانع من حلب المدينة الأكثر استحواذا على المصانع, إلى تركيا,وذلك للامعان في ضرب الاقتصاد السوري, واستمرار أزمته,قال ذلك ليقينه أن النظام يزداد صلابة ويسترجع اراضِ جديدة كل مطلع شمس وحديث سيده اوباما بأن بشار الأسد جزء من الحل,وان الأزمة السورية أخذت وقتا أكثر من اللازم خاصة وانه أصبحت لها تداعيات على دول الجوار المرتبطة اقتصاديا بالغرب وتعتبر شريان الحياة بالنسبة له.
أما فيما يخص العراق فإن اردوغان يقيم علاقات مميزة مع إقليم كردستان(في حين انه يضطهد أكراد تركيا وينكل بقادتهم) ويسعى إلى الاستفادة من تصدير نفط الإقليم عبر بلاده,ولا يخفى على احد قيامه بمحاولات عدة للوقيعة بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد .
لقد احتلت تركيا غالبية الوطن العربي وحكمت باسم الدين,لكن جرائمها فاقت كل وصف ازدهرت تركيا وبنت أمجادها وأصبحت تسيطر على كامل البحر المتوسط,نتيجة الأموال المجباة من البلاد العربية بينما تعيش الشعوب العربية في فقر مدقع.
زيارة اردوغان إلى طهران تكشف عن مدى تخبط سياسة تركيا تجاه العرب وإمكانية انتقال أعمال العنف إليها,فالتكفيريون لا تقف أمامهم الحدود الطبيعية أو السياسية,ويجعلون أعزة الأرض التي يدخلونها أذله,يدمرون ما تصل إليه أيديهم,فهؤلاء المجرمين يبدو أنهم أحفاد المغول,الذين عاثوا في المشرق العربي فسادا ولم يوقف تقدمهم سوى مصر,التي تحاول اليوم أن تنهض ومعها الأمة لتعيد الأمجاد الغابرة بفعل تعاليم الدين الذي يحترم الإنسان ويصون كرامته.
من حق أي دولة أن تسعى إلى تحقيق مصالحها,ولكن ليس على حساب دول أخرى,بمعنى نهب خيراتها ومحاولة الهيمنة على صناع القرار بها ما يجعل هذه الدولة أو تلك مجرد محمية,حديقة خلفية للاستفادة من خيراتها أو أن تكون الواجهة الأمامية(ساحة صراع) في حال نشوب نزاع مسلح مع دول أخرى,بل يجب أن تكون العلاقات ندية لما فيه مصلحة الطرفين.
يبقى القول بان شعوب المنطقة(عرب فرس روم) عاشت في تواد وتراحم ووئام إبان الحكم الإسلامي الذي استمر عقودا من الزمن فامتدت الدولة الإسلامية من السند إلى ضفاف الأطلسي, حيث كان هناك احترام للأقليات العرقية ولم يجبر احد على اعتناق الإسلام,بل شيّدت الكنائس والمعابد الأخرى كما شيّدت المساجد فالدين لله والوطن للجميع,لقد اشترك الجميع في بناء الدولة الإسلامية,نتمنى أن ينهض العرب من سباتهم وان يكوّنوا دولتهم القومية أسوة بالآخرين, والاستفادة من دول الجوار ليعم الخير المنطقة ويكون الجميع سدا في وجه كل معتد خارجي.لقد سئمنا التدخلات الخارجية,عديد أبنائنا يعيشون بالمهجر مشردين غرباء,لقد آن الأوان لهؤلاء العودة إلى وطنهم ليعيشوا في امن وأمان.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية.