kayhan.ir

رمز الخبر: 173752
تأريخ النشر : 2023August08 - 20:28

استتباب حاكمية المجلس يسد الطريق على التدخل

 

رغم مضي اكثر من اسبوعين على العملية الانقلابية في النيجر واحتجاز رئيس الجمهورية السابق "محمد بازوم" الا ان الوضع لازال غير مستتب في هذا البلد رغم اتخاذ المجلس العسكري لبعض الاجراءات كوقف العمل بالدستور اغلاق المجال الجوي ورفض كل الضغوط والتهديدات الخارجية واخيرا وليس آخرا تم امس (الثلاثاء) تعين "على محمان لاين زاين" رئيسا للوزراء لتشكيل الحكومة وادارة البلد.

ورغم كل الذي جرى ويجري في النيجر فان الترقب سيبقى سيد الموقف لحين تنجلي الاوضاع، لكن ما هو مشهود اليوم ان المجلس العسكري ووفقا للمؤشرات والمعطيات يقف على ارض شبه صلبه وهو يعارض بشدة اي تدخل عسكري وقد صم آذانه تماما للتهديد خاصة وانه يتمتع بتأييد 80% من ابناء الشعب النيجري وفقا لما كتبته صحيفة "ايكونوميست" اللندنية نقلا عن دراسة اجرتها شركة Premise Data المجموعة الاقتصادية لدول غربي افريقيا "ايكواس" في التدخل العسكري ان لم يعد "بازوم" للسلطة ورغم خطورة التدخل العسكري واحتمال امتداداتها لتنجر الى حرب اقليمية فان المجموعة الاقتصادية لدول غربي افريقيا حددت الخميس القادم موعدا آخر للتدخل العسكري ان لم يتراجع المجلس عن قراره بأبعاد الرئيس "بازوم".

فالخيار العسكري في التدخل لازال مطروحا على الطاولة لكن من الصعوبة جدا ان يتجرأ اي طرف على التدخل بسبب تداعياته الكبيرة والخطيرة على الدول الافريقية التي تباينت مواقفها من التدخل ناهيك عن تلك الدول التي تعارضها بشدة مثل الجزائر ومالي وبوركينافاسو اللتين اعتبرا عدوان عليهما.

فالتأني في قرار التدخل العسكري والتاكيد على الحل الدبلوماسي للازمة النيجرية هو ما ترغب اليها فرنسا لانها لا تضمن الدعم الدولي ولا حتى الاميركي الذي لا يريد ان تصبح فرنسا قوة دولية تفرض ارادتها على الغير، لان من مصلحة اميركا ان يبقى الجميع بما فيه الاتحاد الاوروبي تحت مظلتها القطبية.

التردد الفرنسي حيال التدخل العسكري لم يأت في باب الاخلاقيات واحترام حقوق الشعوب وسيادتها بل هو ناجم عن خطورة الموقف وتداعياته لانه غير محسوب النتائج ناهيك عن ردود افعال الشعوب الافريقية التي عانت الأمرين من الاستعمار الغربي خاصة الفرنسي الذي هو اسوء وابشع انواع الاستعمار في العالم.

ولا ننسى ان نشير الى الزيارة الفاشلة التي قامت بها "ويكتوريا نولاند" مساعدة وزير الخارجية الاميركي الى نيامي والتي لم تعلن عنها الا بعد مغادرتها العاصمة النيجرية والتي لم تثمر الى اية نتائج لمعارضة المجلس العسكري للاقتراحات الاميركية لحل الازمة.

يبدو ان المجلس العسكري في النيجر ماض في خطته لتثبيت حاكميته على الارض أملا باستتباب الامن والسلم الاهلي عبر تشكيل حكومة انتقالية كما اقدم على ذلك امس الثلاثاء بتعين " على محمان لاين زاين"  رئيسا للوزراء كخطوة متقدمة بهدف اجراء الانتخابات الرئاسية لاحقا ليضع البلد على سكة الاستقرار والاعمار لقطع يد المستعمرين والناهبين لثروات هذا البلد.