kayhan.ir

رمز الخبر: 17142
تأريخ النشر : 2015April05 - 20:42

تحدث نتنياهو... فهل سمع المشنوق؟

ناصر قنديل

- كشف متحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، "أنّ الأخير أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما معارضته الشديدة لاتفاق الإطار الذي تمّ التوصل إليه بين إيران ومجموعة "5+1” التي تضمّ الدول الست الكبرى في شأن برنامج طهران النووي”.

ولفت المتحدث عوفير جندليمان إلى أن "نتنياهو تحادث هاتفياً مع الرئيس أوباما”، معرباً عن "معارضة إسرائيل الشديدة لاتفاق الإطار مع إيران، والذي يشكل خطراً جسيماً على إسرائيل والعالم”.

وأضاف: "إنّ نتنياهو أشار إلى أنّ اتفاقاً يستند إلى هذا الإطار يهدّد بقاء إسرائيل. فقبل يومين فقط قالت إيران إنّ تدمير إسرائيل غير قابل للتفاوض”، معتبراً "أنّ الاتفاق من شأنه إضفاء الشرعية على برنامج إيران النووي وتعزيز الاقتصاد الإيراني وزيادة العدوان والإرهاب الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه”.

- كان بنيامين نتنياهو قد قال شيئاً مشابهاً في حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل عامين، بعدما أطلق هولاند تصريحات نارية ضدّ الاتفاقات المعروضة مع إيران، مختتماً كلامه بالقول: "إنّ فرنسا تتعهّد بأن لا تسمح بتوقيع أيّ اتفاق مع إيران، إلا بعد التحقق من عدم تمكّنها من امتلاك قنبلة نووية”، فردّ نتنياهو بالقول: "نشكر جميع أصدقاء إسرائيل على تطميناتهم والتزاماتهم، لكننا نتساءل، كيف أصبحنا في زمن يقبل أصدقاء إسرائيل من الدول العظمى منح دولة براءة ذمة وإدماجها في المجتمع الدولي، وهي تجاهر علناً أنها لن تبدّل موقفها الداعي إلى تدمير إسرائيل”، وأضاف: "كنت آمل أن أسمع تعهّداً من أحد بعدم التوقيع على أيّ اتفاق مع إيران طالما لم تغيّر موقفها من إسرائيل”.

- ما يقلق "إسرائيل” ليس الملف النووي الإيراني، بل تطبيع علاقات الغرب مع إيران من دون أن تغيّر موقفها من "إسرائيل”، وما تقوم به إيران من تقديم الدعم لحركات المقاومة، خصوصاً حزب الله، الذي صار مصدر القلق ووجع الرأس اليومي لـ”إسرائيل” حتى وقفت بكلّ ثقلها وراء الحرب على اليمن، لأنّ هاجس الخوف يدفعها إلى الظنّ أنّ جبهة اليمن ستكون واحدة من خطوط الإطباق على "إسرائيل” التي ستحاصرها صواريخ المقاومة في أيّ حرب مقبلة، ولم يرو غليلها قول وزير خارجية منصور هادي "إنّ الصواريخ التي تقلق إسرائيل من الحديدة قد دمّرتها الغارات الجوية السعودية”، بل قالت القناة السابعة "الإسرائيلية”، "إن الإسرائيليين أصرّوا على القيام بجولات قصف جوية على الحديدة ليتحققوا بأنفسهم من أنّ المهمة قد أنجزت”.

- يقول نتنياهو في حواره مع أوباما "إنّ الإرهاب سينتشر في المنطقة”، وهو يقصد المقاومة، المترابطة مع حزب الله، وليس فروع "القاعدة” التي يتحالف معها "الإسرائيلي” في الحرب على سورية، سواء مباشرة كما هي حال "جبهة النصرة”، التي وصفها وزير حرب الاحتلال موشي يعالون بالحليف الموثوق، ملمّحاً إلى إقامة حزام أمني في الجولان يشبه حزام أنطوان لحد في جنوب لبنان، أو يحالفها بصورة غير مباشرة، كما هي حال "داعش” الحليف عبر تركيا وقطر، الخشية علناً هي من أنّ أي نهضة لإيران تنعكس مزيداً من الدعم للمقاومة، خصوصاً حزب الله.

- "إسرائيل” تتوقع حلفاً علنياً لها مع الحكومات العربية المعادية لإيران، بعدما نجحت الأجواء الطائفية، بتسهيل تسويق العلاقة بـ”إسرائيل” كما تقول الصحف العبرية، وبالتالي العداء للمقاومة صار قاسماً مشتركاً مع التحالف الذي تقوده السعودية.

- الوزير نهاد المشنوق جدّد خشيته من "أن يؤدّي رفع العقوبات إلى توفير المزيد من الأموال والموارد للحكومة الإيرانية لزيادة تدخلها ونفوذها في المنطقة، أيّ طريقة التصرف الإيراني في المنطقة من سورية إلى العراق واليمن بمعزل عن لبنان”، مشيراً إلى أنّ "لبنان ليس جزءاً من الاستعراض الإيراني، لأنّ الاستعراض الإيراني في لبنان أتمّ واجباته وليس بحاجة إلى مزيد من الاستعراضات”.

ورأى أنه "إذا حصل اتفاق أميركي إيراني نهائي يضمن أمن إسرائيل فإنه يكون خيراً للبنان لأنه ينزع هذه الورقة من التداول اللبناني، وتصبح الدولة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المعنية وينتهي الحديث عن مبرّرات سلاح حزب الله، إلا أنني لا أرى اتفاقاً نهائياً”.

وتابع: "إذا لم يحصل اتفاق نووي ستكون هناك انفجارات أمنية، وتجرّؤ إيرانيّ أكثر على التصرّف في كلّ المناطق التي يعملون فيها سواء اليمن أو سورية أو العراق أو ربما مناطق أخرى كالبحرين. ما حصل من اتفاق مبدئي قد يساعد على استمرار التهدئة أو على الأقلّ إبقاء الوضع على ما هو عليه الآن. لأنّ كلامي يستند إلى انفراط عقد المفاوضات. ولن أدخل في احتمالات إلى ما بعد شهر حزيران”.

- يكفي أن نقرأ أحياناً وبلا تعليق، وأن نجرّب تمريناً ذهنياً يقوم على وضع اسم من ذاكرتنا للموقف، ليعرف صاحبه ما يفعل!