كيف وجه "أنصار الله" أول ضربة قاصمة للسعودية ودول التحالف
وجه أنصار الله رغم تجربتهم السياسية البسيطة ضربة قوية للتحالف العربي ضد اليمن والعدوان المستمر منذ أيام وأستهدفت الضربة السياسية قيادة المملكة العربية السعودية خاصة الملك سلمان ونجله محمد الذي يشغل منصب وزير الدفاع ولا يمتلك أي خبره عسكرية.
تمثلت الضربة القاصمة التي وجهتها قيادة أنصار الله للعدوان في عدم الرد على الضربات العسكرية رغم ضراوة القصف وإمتداده على كامل المساحة الجغرافية لليمن ورغم الضرب البري القادم من الاراضي السعودية.
والحقيقة أن المملكة حاولت إستفزاز أنصار الله للرد السريع على القصف غير أنهم تمكنوا من إمتصاص الصدمة والإتجاه نحو ترتيب الجبهة الداخلية حسب موجهات قائد أنصار الله في خطابه الأخير.
قد يتساءل البعض ماذا يعني عدم الرد؟
عدم الرد بكل بساطة يعني أن هناك طرفاً معتدي يقصف ويضرب بكل قوته العسكرية ولا يوجد أي رد من قبل الطرف الثاني الذي يحاول الطرف الأول إثبات إنه يشكل خطر كبير عليه وأنه يمتلك اسلحة متطوره وأنه قادر على تهديد الأمن العربي والأقليمي كما تدعي المملكة في المبررات التي تسوقها لمواصلة العدوان على اليمن.
عدم الرد يعني أن أنصار الله لم ينجروا إلى مواجهة عسكرية رغم شهادة الواقع لهم وشهادة ضباط ومستشارين عسكريين مصرين بشراستهم في القتال في معرض نصحهم للسيسي بعدم المشاركة في أي عمليات برية في اليمن.
عدم الرد يعني أن الدول العالمية سيما تلك المؤيده للمال السعودي ستبدأ بمراجعة مواقفها ثم إن المواطن اليمني سيدرك جيداً أن قيادة أنصار الله لا تريد الحرب ولم تبدأ العدوان وهاهي الفرصة مواتيه أمام العدوان للتوقف قبل أن تفرض قيادة أنصار الله خيارات أخرى.
عدم الرد يمثل قمة الحكمة والحنكه وهو ما جعل دول عربية وعالمية تبدأ بجهود سياسية دبلوماسية لوقف العدوان ثم إن عدم الرد له إيجابيات أنعكست على الجبهة الداخلية حيث أفرزت الأحداث اليمني من غير اليمني والوطني من العميل والخائن.
نتحدث اليوم ونحن في اليوم العاشر من العدوان وقد تكون قيادة أنصار الله قد أتخذت قراراها لردع العدوان فكما يعلم الجميع أنها لا تعدم الحيله والوسيلة لصد العدوان ولديها كافة المبررات القانونية والأخلاقية والإنسانية لدفع العدوان البربري الهمجي الغاشم.
كيف لا وأنصارها واليمنيين جميعهم معها وتشهد بذلك التظاهرات الحاشده في كل المدن بل وكل الشرفاء في العالم إبتداءً من دول الجوار نفسها كسلطنة عمان ولكم في تغريدات النخبة العمانية على التويتر مثال بسيط.
عدم الرد فضح العدوان أمام العالم أخلاقياً وسياسياً حتى بدأت منظمات دولية تكشف عن حقائق الوضع ونتائج القصف الذي يستهدف كل المدنيين واليمنيين وجعل التحالف أمام مأزق حقيقي فإما أن يواصل جرائمه أو أن يخرج نفسه من الورطه ويتوقف ولو أختار الأولى فسيقع في هاوية سحيقه قد تقضي عليه وتهز عروشه بل وتغير معالم الخارطة االسياسية في الجزيرة العربية وهو ما حذر منه حتى أمراء من داخل القصر الملكي بعوجاء الرياض.
لقد تمكن قائد أنصار الله من تهيئة الجبهة الداخلية لصمود أكثر مما يتخيله العدو الذي كان يظن أن القصف سيحقق أهدافه في تفكيك الداخل خلال أيام غير أن قائد أنصار الله وبشكل غير متوقع وغير مسبوق ركز على خطة مواجهة العدوان من خلال الجبهتين الداخلية والخارجية ما جعل أنصار الله مستعدون لحرب طويله الأمد وهو ما يمثل إنكسار وهزيمة وفشل أكيد للعدوان الذي لن يستطيع الإستمرار في عدوانه دون أن تحدث إهتزازات كبيرة في صفوفه وإنعاكسات حقيقة في الموقف العالمي.
إننا نعيش زمن ما قبل الإنتصار الكبير ونعيش في كل يوم رغم القصف لحظات الصمود والإعتزاز بالوطن الذي تكالبت عليه قوى الشر وها هو اليوم رغم جراحه يؤكد حضوره اليومي وإستعداد أبنائه للتضحية أكثر من أجل إستعادة اليمن التاريخي والحضاري الذي خرج عن الطاعة السعودية وزمجرت حناجر شرفائه ضد الوصاية وضد التدخل الخارجي وما يحدث اليوم إلا دفع ضريبه بسيطة لإنتصارات الثوره.
لم يتوقع سلمان أن الشعب سيصمد لثلاثة أيام فقط وظنت واشنطن أن الإنهيارات المتسارعة قد تحدث خلال ساعات وأوهمت قطر نفسها بالحديث عن هشاشة الجبهة الداخلية بحكم تقارير عملاءها في الداخل.
أيام فقط وسنشهد إنهيارات معلنه في التحالف ما بين رافض للتدخل البري وما بين مطالب بالتوقف والعودة للحل السياسي حينها ستكون الخيارات ضيقه أمامهم والمبادرات مفتوحة أمام طاولة السيد.
غير أن الشعب اليمني سطر ويسطر ملاحم عظيمه وتاريخية في طريق الإنتصار الكبير الذي أصبحنا على مشارفه ويرونه بعيداً ونراه قريباً وإنا لصادقون.
المساء برس