تجاسر المتطرف بن غفير وحكومة نتنياهو على المسجد الأقصى
اليوم، وبعد مرور 3 أيام فقط من مسيرة الأعلام، تجول وزير الأمن في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير مع ثلة من الصهاينة في باحات المسجد الأقصى، وهذه لم تكن المرة الأولى بل الثانية التي يقوم بها بن غفير.
وبعد ذلك عقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أهم اجتماع لحكومته (اجتماع التصديق على الموازنة المثيرة للجدل) في أحد أنفاق المسجد، وفي هذا الاجتماع تمت المصادقة على إنشاء مستوطنة جديدة في القدس، إلى جانب إقرار موازنة لمواصلة الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى.
بن غفير وكما جرت الوتيرة قبل مسيرة الأعلام الأخيرة (في يوم الاستقلال الإسرائيلي المزعوم)، حوَّل وبإصرار هذه الحركة إلى حركة شهرية.. وليس مستبعداً أن يكون تحركه الجديد هذا أي اقتحام الأقصى برنامجاً جديداً يضم حضوراً أسبوعياً في الأقصى، وعلى سبيل المثال خلال الأيام القادمة.
وكان الشيء اللافت في اجتماع حكومة الاحتلال اليوم في المسجد الأقصى هو تأكيد نتنياهو على الحافظ على التكوين الحالي للحكومة من أجل أمن "إسرائيل" ووحدة القدس.. وهذا يعني أنه يهدف الحفاظ على الائتلاف من جهة وعدم تفويت الفرصة الحالية لرئاسته، ومن خلال ذلك ينوي نتنياهو أن يدق المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية.
ربما كانت التجربة الفاشلة للتطبيع بالولادة القيصرية مع الدول العربية قد قادته إلى استنتاج أنه يجب عليه الإسراع في تنفيذ سياساته، لأنه ليس لديه مستقبل مضمون داخل "إسرائيل"، وحتى رفاقه الحاليون قبل أن يكونوا مرافقين له إنما هم منقدون ومعارضون له، ولقد جعلوا بقاء واستمرارية الحكومة رهينة لآرائهم المتطرفة.
لكن ما جعل نتنياهو يتابع القضية المدعوة "توحيد القدس" وكذلك دوافع أحداث اليوم، لا علاقة له بالتأكيد بمسيرة الأعلام يوم الخميس، والتي أقيمت دون صدامات وتلقي صواريخ.. وبالطبع، ليس مستبعداً أن يكون اختيار اجتماع الحكومة في القدس مرتبطاً بإجراء حزب الله لبنان مناوراته اليوم، وهذا في الحقيقة ليس إلا رسالة إلى أكثر القوى المسلحة الأجنبية تصميماً ضد "إسرائيل".
لكن بغض النظر عن هذه التحليلات، فإن مواقف أطراف مثل السعودية وتركيا ومصر وقطر هذه المرة تستحق الدراسة والثناء، لكنها بالطبع ليست كافية.. حيث تشير هذه المواقف المثيرة للاهتمام إلى أن هؤلاء، الذين رافقوا الاحتلال أحيانا وصمتوا إزاءه في الغالب، قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن نتنياهو واليمين المتطرف لن يقبلوا هذه المرة بأقل من أن يكون "كل شيء ملكي".
العالم