kayhan.ir

رمز الخبر: 169623
تأريخ النشر : 2023May21 - 21:36

في ذكرى التأنيب يشهرون سيف معاقبة الشعوب

 

ربما يندهش المرء من الوهلة الاولى وهو يتساءل عن مغزى القرار الياباني باستضافة قمة مجموعة الدول السبع في مدينة هيروشيما التي سوتها اميركا الدولة الارهابية الاولى في العالم بمن فيها من الحجر والشجر والحيوان والبشر بالارض بذريعة وضع نهاية سريعة للحرب وتقليل الخسائر البشرية اهي رسالة خاصة ام عابرة، لكن ما شاهدناه من مؤشرات ومعطيات لمسار هذا المؤتمر وانعقاده في هذه المدينة، وما قبلها من زيارة قادة الدول السبع لمتحف هيروشميا التذكاري للسلام ووضع اكليل الزهور عليه واخذ صور تذكارية للاحتفاء بهذه المجزرة الرهيبة التي لازالت ليومنا تروع البشرية بات يخلو من ان هدف اميركا عبر قصفها مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية مما ادى الى قتل وجرح مئات الالاف من اليابانيين الابرياء رجالا ونساء واطفالا.

غير ان هذه المؤساة الرهيبة التي يجب ان تترك في نفوس اليابانيين لوعة وجرحا لا يندمل نراهم ليومنا هذا لم يطلبوا من اميركا حتى الاعتذار مع ان هذه الكارثة الانسانية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ والتي لم ولن تسقط مع تقادم الزمن حيث يمر عليها اليابانيون سنويا مرور الكرام.

وهذا يفسر مدى الانبطاح الياباني امام اميركا وراجعه نتيجة للخوف والرعب الذي يلفها وهذا ما يدعوها باستمرار نجدة اميركا وحمايتها!

وامام هذا المشهد الياباني الفاتر واللامبالي طبيعي ان يتزمت الاميركي ويكابر ولا يعتذر عما ارتكبه من كارثة مهولة لم يشهد لها التاريخ فهي اول وآخر قنبلة ذرية اميركية استخدمت ضد اليابان في العالم.

الرئيس الاميركي بايدن الذي زار "متحف هيروشيما التذكاري للسلام" كتب في كتاب الزوار وهو لم يلتفت الى الوراء ولم يعتذر بل دعا الى الحفاظ على عالم خال من الاسلحة النووية في حين ان بلاده تمتلك مئات الالاف من الرؤوس النووية التي تهدد، لها العالم.

في حين ان الاعتذار اقل الواجب امام الخطا فكيف بارتكاب جريمة حرب بهذا الحجم وهي في عداد الكوارث الانسانية، لكن الامتناع عنه يطرح تساؤلات كثيرة حول الموقف الاميركي واصراره على ذلك وهكذا الغربي والفرنسي بالذات الذي استعمر الجزائر لاكثر من 130 عاما وارتكب من الجرائم والمجازر مما يندى لها جبين البشرية لكنه حتى اليوم لازال مصرا على عدم الاعتذار!

واليوم يطرح الرأي العام تساؤلات عديدة ومنها هل يشعر الاميركيون بالندم لما فعلوه في هيروشيما من حصد لارواح 300 الف انسان بريء بين قتيل ومفقود وتعرض 200 الف آخرين للاشعاع النووي.

الرئيس الاميركي هاري ترومان الذي اصدر اوامره في آب 1945 لالقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي يعتبر الرئيس الارهابي الاول في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية وهو في عداء مجرمي التاريخ من امثال هيتلر وهولاكو وموسليني وصدام وغيرهم.

ومما يؤسف له ان هؤلاء القادة السبعة الذين اجتمعوا في هذه المدينة المنكوبة تاريخيا ليستذكروا مأساتها وويلاتها ليؤنبوا خسائرهم ويواسوا اهلها لازالوا يشهرون سيوف البغي لمعاقبة الشعوب.