قمة جدة.. خطوة أولى على طريق تعريب الحلول للمشاكل العربية
أختتمت القمة العربية في نسختها الـ 32، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، يوم الجمعة اعمالها بالتأكيد على محورية القضية الفلسطينية، والعمل على وقف الصراع في السودان، والترحيب بعودة سوريا الى الجامعة العربية، ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، وحث الأطراف اللبنانيين على التحاور من أجل انتخاب رئيس للجمهورية.
رغم اهمية القضايا التي تناولها البيان الختاني لقمة جدة، إلا ان القضية الاهم هي ظهور بوادر لبلورة إرادة ، لتعريب الحلول للازمات العربية، ومن اهم تمظهرات هذه الارادة، هو مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة العربية بعد قطيعة دامت 12 عاما، رغم معارضة امريكا ودول غربية لهذه المشاركة، الامر الذي يكشف عن حصول تحول في السياسة، لدى الدول العربية الحليفة لامريكا، ازاء طريقة معالجة الازمات والمشاكل التي تعصف بالمنطقة.
من بين الكلمات التي القيت في القمة، سنتوقف امام ما جاء في كلمة الرئيس السوري بشار الأسد، و كلمة الامين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط، لانهما لامسا الحلول التي يجب اعتمادها لحل الازمات والمشاكل العربية، فالرئيس السوري قال"ان العرب أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب البيت العربي بأقل قدر من التدخل الأجنبي". من جهته قال ابو الغيط ان "قمة جدة فرصة لاستعادة قضايا عربية تركت للآخرين منذ زمن".
قمة جدة اعتبرت فرصة ليبحث العرب مشاكلهم بانفسهم بعيدا عن تدخل الاخرين، بعد ان اتضح لهم ان جُل هذه المشاكل هي من صنع جهات من خارج المنطقة، تكمن مصالحها في اثارة الازمات والفتن والحروب بين دولها، وقد اتضح ذلك لكل ذي عين، بعد ان اتخذت امريكا والغرب والكيان الاسرائيلي، موقفا رافضا من التقارب الايراني السعودي، ومن التقارب العربي السوري، وهذا الرفض جاء كتأكيد اضافي على هذه الجهات هي وراء كل الكوارث والمآسي، التي شهدتها المنطقة.
اللافت انه وقبل انعقاد القمة العربية في جدة، هدد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، العرب بقوله:"انه لا ينبغي السماح بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وانه يجب عدم رفع العقوبات عنها، ولا ندعم شركاءنا في القيام بذلك".
التهديد الامريكي انتقل من التصريح الى التنفيذ، بعد ان قدمت مجموعة من نواب الكونغرس الامريكي عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون يهدف إلى تعزيز قدرة واشنطن على فرض عقوبات على الدول العربية التي تطبع مع سوريا.
في الكيان الاسرائيلي نُصبت سرادق العزاء، بسبب مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في قمة جدة، فقد نشرت وسائل اعلام هذا الكيان صورة مصافحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس السوري بشار الأسد، وكتبت تقول ان ما يجري هو "انتصار هائل لسوريا"، وأن "كل ما تبقى هو إعادة العلاقات مع تركيا الى سابق عهدها".
هناك من يرى ان العدوان الاسرائيلي على غزة، ومسيرة الأعلام والاقتحامات المتكررة للاقصى، والاعتداءات على الفلسطينيين، وتبني مشروع قانون يجرم رفع العلم الفلسطيني، هي ردو فعل اسرائيلية، على التقارب العربي العربي، والايراني السعودي، والايراني المصري، وهي ردود فعل، تحتاج الى افعال عربية، اقلها تعزيز هذا التقارب بشكل اوسع واعمق، فليس هناك ما هو اخطر على الكيان الاسرائيلي، والتواجد الامريكي غير المشروع في المنطقة، من التقارب العربي العربي والعربي الايراني.
نجم الدين نجيب – العالم