غادر نتنياهو ام لم يغادر!!
مهدي منصوري
تؤكد المؤشرات في ظل اجراء الانتخابات التشريعية بالامس داخل الكيان الصهيوني ان نصيب المجرم نتنياهو في الوصول الى رئاسة رابعة للوزراء قد تكون ضئيلة ان لم تكن مستحيلة لعدة عوامل واسباب تجمعت ابان حكمه سواء كان على مستوى الداخل الاسرائيلي او على مستوى تعامله مع الفلسطينيين.
فالاخفاقات التي حصلت للجيش الصهيوني في مواجهة المقاومة والخسارات التي مني بها في عدوانه على حزب الله اوالمقاومة الفلسطينية والتي وضعت نتننياهو امام موقف صعب جدا بحيث ان الاسرائيليين باتوا يعتقدون ان بوجوده لايمكن ان يحصلوا على الامن المستديم« وان القلق والخوف سيبقى يراودهم والى آخر لحظة« ولذا وبسبب هذه السياسة الهوجاء التي اتبعها نتنياهو بحيث ان السلام الذي وعد به الاسرائيليين قد اصبح بعيد المنال، خاصة بعد توقف المحادثات بينه وبين السلطة الفلسطينية والذي كان يعول عليه كثيرا في استمرار بقائه في السلطة.
الا ان السؤال المهم هنا فهل ان غياب نتنياهو عن السلطة يغير من المعادلة القائمة اليوم؟، طبيعي جدا ان يكون الجواب بـ (لا) كبيرة جدا لان ايا من القادمين بعد نتنياهو وحسب الاسماء المطروحة سواء كان هرتزوغ او ليفني او غيرهم من الساسة الصهاينة فانهم يحملون نفس التوجه ونفس الهدف الاساس، وهو الحفاظ على اسرائيل الكبرى، ولذلك ومن اجل ذلك فانهم لايمكن ان يغيروا من سياستهم الاستراتيجية والاساسية، وهو استمرار بقائهم محتلين للارض الفلسطينية وانهم يمارسون اي اسلوب كان من اجل الحفاظ على هذه الاستراتيجية. اذن سواء بقى نتنياهو او رحل فلن يغير من الامر شيئا ان لم يكن قد يؤدي بالاوضاع الى اسوأ لان كل الذين يتنافسون على السلطة ايديهم ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني اما بصورة مباشرة او غير مباشرة او انهم يساهمون بقدرما لما حدث ويحدث على الارض الفلسطينية.
اذن ومن خلال ما تقدم فان الشعب الفلسطيني اليوم لا يفرق لديه من سيأتي او يغادر، لذلك ينبغي ان تبقى المقاومة الفلسطينية واضعة ايديها على الزناد وان تكون في حالة من اليقظة والحذر بدرجة قد تكون اكبر مما هي عليه اليوم لانهم عرفوا نتنياهو جيدا او ادركوا نقاط ضعفه وفهموا صيغة التعامل معها. اما القادم ومن اي حزب كان فانه قد يكون اسوأ من نتنياهو.