عبداللهيان يصدم العدو بتحديه للصفر الحدودي
زيارة السيد امير حسين عبداللهيان وزير الخارجية الاسلامية للبنان جاءت في وقت شهدت المنطقة مجمل تطورات ايجابية ساعدت وتساعد على حلحلة بعض الملفات التي تصب جميعها لصالح شعوب المنطقة لكنها في نفس الوقت اضرت بالقوى الطامعة وعلى راسها اميركا المجرمة والكيان الصهيوني المتربصان لنهب ثروات المنطقة. فالزيارة بحد ذاتها كان لها طابعا سياسيا واقتصاديا تهم الجانب اللبناني الرسمي مع تقديم العروض السخية التي طالما رفضها لبنان الرسمي ليتجنب الغضب الاميركي، لكن المقاومة اللبنانية والفلسطينية لم تستثن من هذه الزيارة حيث التقى السيد عبداللهيان الامين العامين لحزب الله وحركة الجهاد الاسلامي للتنسيق في القضايا المتعلقة بمحور المقاومة لكن الركن الثالث في هذه الزيارة هو وقوفه عند ارض الصمود مارون الرأس المنطقة الصفر الحدودية لفلسطين وكأنه يستشرف المستقبل من هذه المنطقة على انها نقطة تحد كبيرة يريد من خلالها ايصال رسالة للاسرائيليين اذا ما ارتكبتم خطأ لربما ستكون الاخيرة في عمر كيانكم المؤقت. والصدمة الاكبر كانت لقادة العدو من السياسيين والعسكريين الذين التزموا الصمت في هذا المجال.
وما يزيد من اهوال هذه الزيارة على الكيان الصهيوني هو ان هذا الكيان يشهد ازمة غير مسبوقة في تاريخه وهذا ما يرعبه ويرعده وقد اشارت الى ذلك وسائل الاعلام الاسرائيلية: بان الاسرائيليين قلقين جدا ومن حق "اسرائيل" ان تقلق لان محور المقاومة مصمم على قلب المعادلة. فاضافة الى تصدع الجبهة الداخلية والانقسام الحاد والعمودي الذي يشهده الكيان الصهيوني دخلت الحرب السيبرية بقوة على الخط من قبل الشباب المقاومة في المنطقة الذي يريد ان يساهم في تحرير فلسطين من خلال تعطيل معظم المواقع الحيوية والاستراتيجية والخدمية ويخرجها من حيز الخدمة وهذا ما سبب للعدو خسائر واضرار هائلة تفوق العشرات من المليارات ولا ننسى ان نشير ان منطقة جنوب لبنان الحدودية مع فلسطين المحتلة قد شهدت خلال الاشهر الاخيرة تصعيدا امنيا لافتا استخدمت فيه عشرات الصواريخ وقد وصفت وسائل الاعلام الصهيونية هذا الحدث يومها بانه "الاخطر" منذ حرب تموز 2006 م.
فالكيان الصهيوني المؤقت ومنذ تاسيسه لم يشهد مثل هذه الحقبة المظلمة التي تحيط به من كل جانب والعزلة التي باتت تلفه حتى من قبل اهم واكبر داعم له وهي اميركا. فالاستطلاعات الاخيرة التي نشرت في اميركا تؤكد ان اغلب الاميركيين حتى داخل صفوف الحزب الديمقراطي تعتبر "اسرائيل" دولة غير ديمقراطية بل انها دولة "فصل عنصرية".
وما يزيد اليوم من عزلة الكيان الصهيوني في المنطقة هو هزيمة مشروعها التطبيعي الذي قادته اميركا ترامب وفرضته على بعض الحكام العرب بالقوة لكن ما افشل هذا المشروع الاستعماري البغيض هو محور المقاومة ورفض الشعوب العربية والاسلامية وفي الطليعة الشعب الفلسطيني.