kayhan.ir

رمز الخبر: 168403
تأريخ النشر : 2023April29 - 22:02

لبنان بين حرص المخلصين ودناءة المأجورين

 

زيارة الوزير امير حسين عبداللهيان لبيروت هذه المرة تختلف عن سابقاتها بسبب التطورات الحاصلة في المنطقة خاصة الاتفاق الايراني السعودي الذي يلقي بظلاله على مخلتف الساحات والملفات.

والوزير عبداللهيان لم يمثل نفسه في هذه الزيارة فقط كوزير للخارجية بل يعتبر مبعوثا للدولة الايرانية حيث يحمل رسائل مفتوحة بعيدة عن اية املاءات لانه ليس من اخلاقيات السياسية الايرانية وثوابتها ومبادئها التدخل في شؤون الدول الاخرى او فرض الاملاءات عليها خلافا لما تتعامل به الدول الاخرى.

فالجمهورية الاسلامية الايرانية وانطلاقا من مبادئها الاسلامية والانسانية لا تنظر الى حلفائها كما هو مصطلح في عالم السياسية كحلفاء فقط بل تنظر اليهم من باب الشراكة وكما قال سيد المقاومة السيد نصر الله نحن اسياد عند ولي الفقيه.

فالتعامل الايراني مع محور المقاومة وخاصة اللبناني لا يقيم بالبيع والشراء والربح ولا يدور في عالم الماديات المحض. بل انطلاقا من رؤى معنوية فزيارة عبداللهيان لبيروت التي اعتبرها البعض زيارة  تحمل التفاؤل في ظل الاجواء  الجديدة للاتفاق  السعودي الايراني والتي تنعكس ايجابا على الملف اللبناني قد تؤدي  الى انفراجات مستقبلية بسبب الاحراج الشديد الذي سيواجه بعض  الافرقاء الذين سيُغلبون مصالحهم الحزبية على مصلحة لبنان.

الوزير عبداللهيان اعلنها وبالفم الملأن من بيروت ان انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية شأن داخلي ولن تتدخل ايران لا من قريب ولامن بعيد ولا تضع اي فيتو عن هذا المرشح او ذاك بل ستوافق على من يتفق عليه اللبنانيون.

والامر الاخر الذي عرضه وزير الخارجية الايراني في بيروت ان جدد عرض طهران لتزويد لبنان بالكهرباء وهكذا التبادل التجاري والاقتصادي خاصة وان الاجواء بعد الاتفاق السعودي الايراني باتت اكثر انفتاحا للانطلاق نحو بناء مشاريع مشتركة يستطيع لبنان تجاوز محنته وظروفه الاقتصادية الصعبة وهذا ما هو متروك للجانب اللبناني الذي عليه ان يحسم امره ويقول للاميركي كفى تدخلا نحن دولة مستقلة وذات سيادة نحن من يتخذ القرار في بيروت وليس غيرنا.

اما الامر الثالث والاخير  الذي شكل شوكة في عيون الكيان الصهيوني واميركا  كان زيارة التحدي الجريئة التي قام بها الوزير عبداللهيان الى مارون الرأس التي هي على بعد امتار من حدود فلسطين المحتلة ليعلن من هناك ان الدعم الايراني لمحور المقاومة واللبنانية مستمر حتى تحرير كل الاراضي المحتلة وهي رسالة بالغة الاهمية للعدو الصهيوني بان ايران اقرب اليه مما يتصور.

فالعدو الصهيوني ومن ورائه اميركا والغرب المستعمر الذي ارادوا عزل ايران  من خلال "ناتو عربي" او دمج الكيان الصهيوني في دول المنطقة عبر عملية التطبيع ها هم يجر ذيول الخيبة والعار وقد سارع بنفسه لفرض العزلة مبكرا على نفسه والاندلاع الى التأكل داخليا املا بازالته من خارطة المنطقة قريبا.