kayhan.ir

رمز الخبر: 16827
تأريخ النشر : 2015March16 - 21:36

الذكرى العاشرة دون الجنرال

نور الهدى صالح

ماذا بقي من 14 اذار بعد ترك الجنرال لها او اخراجه منها ؟ ما هي الأسباب وراء هذا الانفصال ؟ وهل هناك فجوة بين الشارع ومن يتحدّث اليوم باسم هذا الفريق الآذاري؟

لم يخطىء النائب مروان حمادة عندما شبّه أمانة "14 آذار” بالمتظاهر الوحيد الباقي في ساحة الشهداء منذ الـ 2005. بينما تغيّرت رسالة التحالف، وتغيّر المتحالفون في ظلّ بقاء "الأمانة” حيث هي، في مكانها منذ عشر سنوات.

أسباب الانفصال العوني عن 14 آذار

"افتراق الرؤى السياسيّة بين التيار العوني ومكوّنات 14 آذار الأخرى يعدّ سببًا أساسيًّا لانفصال عون عن تحالف الرابع عشر من آذار” يقول رئيس تحرير مجلة "لو ماغازين” بول خليفة للعهد. ويحكي عن الاختلاف الجوهري بين الطرفين الذي كانت بداياته مع خروج القوات السوريّة من لبنان في نيسان 2005. ما أدّى إلى ظهور موقف عوني يؤكّد على وجوب البحث في إعادة ترتيب العلاقة بين سوريا ولبنان. "هذا لم يكن وفقًا لخيارات مكونات 14 آذار الذين رغم خروج الجيش السوري استمر عداؤهم لدولة الجوار.” ويرى خليفة أنّ خيار 14 آذار بيّن أنّ "هذا الفريق بات جزءا من "أجندة” ليس هدفها إخراج الجيش السوري من لبنان فقط، بل الدخول في منظومة تهدف إلى إسقاط النظام السوري أو التضييق على سوريا بإطار لعبة اقليميّة ودوليّة.” ويشير إلى أنّ ما نتج عن هذا الخيار انفصال عون عن تحالف 14 آذار. انفصال تُرجم في الانتخابات النيابية التي حصلت في الـ2005 اذ قادت المكونات الأخرى في 14 آذار المعركة ضد عون.

في إطار اختلاف الرؤية السياسيّة يعتبر القيادي في "التيار الوطني الحرّ” زياد عبس في مقابلة مع العهد، أنّ "كل الخيارات السياسية لـ 14 آذار تؤكد أنها انحرفت كليًا عن المبدأ الذي رُفع في مثل هذا النهار”. هذا الانزياح كان سببا لانفصال عون عن 14 آذار. ويشير عبس إلى أنّ ما كان يؤمل من هذا التجمع هو تشكيل فريق يتفاهم على كيفية إدارة الدولة وتحويل الحكم "من حكم كان يدار بشكل "مزرعة” إلى حكم يدنو خطوة خطوة من الشكل المؤسساتي” إلاّ أنّ ما حصل لم يصبّ في الأهداف الأصليّة للتحالف، بحسب عبس، ما أدّى إلى انفصال التيار العوني عنه.

ماذا بقي من 14 آذار؟

14 آذار ما عادت تشبه نفسها بحسب عبس. الذي يعتبر أنّها لم تفقد العماد عون وحسب، بل أصبحت مبنية على شعارات و”أمانة عامة”، وأناس ضلّوا عن الهدف الأساسي للتحالف. يثني رئيس تحرير الماغازين على كلام القيادي في التيار الوطني الحر معتبراً أنّ 14 آذار الأصلي انتهى في ال2005. ويشير إلى أنّ التيار الوطني الحر بقي وحده الأصيل في تحالف 14 آذار. "وهو الذي لعب دوراً أساسياً في الحشد الضخم الذي حصل ذلك اليوم المعهود. اما خروج العماد عون فقد أسقط هذا التحالف السياسي في ال2005 وأفقده زخماً شعبياً كبيراً وممثلاً أساسياً للمسيحيين”. ويبيّن خليفة التفكك الذي حصل لاحقاً في قوى 14 آذار بعد انسحاب عون منه. هذا التفكك الذي تمثّل بانفصال الحزب التقدمي الاشتراكي الّذي يعد الممثل الأكبر للدروز”.

14 آذار فقدت اثنين من مكوناتها الأساسية: المكون الدرزي والمسيحي”. وقد تكرس هذا الفقدان مؤخرا خلال الزيارةو الاخيرة لسعد الحريري الى بيروت. زعيم المستقبل اكتفى بلقاء عون والعشاء معه وزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري بينما امتنع الحريري عن عقد اي اجتماع فعال مع أعضاء الأمانة العامة ل 14 آذار. يذهب خليفة الى حد الكلام عن ابتعاد تيار المستقبل عمن تبقّى من مكونات 14 آذار.” اما سبب بقاء القوات فيعتبره خليفة امرا شكليا ويشبهه باداء موظفي الادارات العامة. واقع 14 اذار هذا دفع خليفة الى التأكيد على صوابية قرار رئيس التيار الوطني الحر بالانفصال عن 14 اذار.

ليس هذا فقط ، اعادة التموضع السياسي العوني يدل على الحسّ السياسي للجنرال وعلى أنّه قائد وطني مسؤول ليس لديه حسابات شخصية. "فبالرغم من التجربة المرّة بين عون وسوريا لم يتكوّن لدى الأخير أيّ حقد تجاه أرض الجوار.”

فجوة بين الشارع وبين من يتحدّث باسم 14 آذار

"الفجوة كبيرة جدّاً” هكذا يصف خليفة التفاوت بين المعطيات على أرض الواقع ومواقف 14 آذار منها. ويرى أنّ كل هذه المعطيات تغيّرت من عشر سنوات حتّى الآن، وظهر لاعبون جدد بينما خطاب الاذاريين لايزال كما هو "على حطة إيدك”، لم يغادر العناوين الممجوجة حول سلاح حزب الله ووجود المقاومة وقرار السلم والحرب. يبدو هذا الخطاب اليوم وبعد كل التطورات منفصلا عن الواقع. خاصة ان الخطر التكفيري بات يتهدد الجماعات الدينية والكيانات الوطنية والوجود المسيحي والتنوع في المنطقة.

هذا الامر يحضر بقوة في كلام زياد عبس الذي يرى أنّ الناس التي شاركت في 14 آذار 2005 لها عدّة تساؤلات اليوم عن الخيارات الّتي يتخذها هذا الفريق بدءا بموقفها من احتلال جزء من الجرود من قبل المجموعات المسلّحة مرورا بالتهجم على المؤسسة العسكرية وصولا الى الاداء المريب تجاه عناصر حملت السلاح في مواجهة الجيش كـ”فضل شاكر”.