قيد في عنق “إسرائيل”
مازن حماد
معروف تقليدياً عن يهود بريطانيا التفافهم حول "إسرائيل” وقيادتها، وعدم لجوئهم إلى انتقاد حكومة القدس المحتلة مهما أخطأت أو تمادت، غير أن الأمور أخذت بالتغير مؤخراً، مثلما حدث قبل أيام عندما أعلن أمين الخزانة في جمعية البريطانيين اليهود "لورنس براس”، عدم رغبته في إعادة اختياره لهذا المنصب، عازياً ذلك إلى تعاطفه مع الفلسطينيين.
وفي خطاب له أمام تجمع يهودي في لندن، قال براس وسط تصفيق حار من الحضور، إنه يشعر بالاختناق لعدم قدرته على التحدث بصوت عال عن القضايا القريبة إلى قلبه، وخصوصاً المعاملة السيئة التي يلقاها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والتمييز العنصري الذي يتعرض له عرب "48” أيضاً.
وفيما فسر البعض ملاحظات براس كعلامة على انعطافة جذرية وشيكة في مزاج الجالية اليهودية تجاه حكومة "إسرائيل”، فإن وصفه أراضي الفلسطينيين بالمحتلة، هو من المرات النادرة التي تسمع فيها مثل هذه العبارة في أوساط الجالية.
وكان براس قد أثار جدلاً حاداً العام الماضي عندما تحدث عن بؤس القرويين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي الوقت الذي اجتذب فيه كلام براس دعم وتأييد دبلوماسيين إسرائيليين سابقين، فقد دعا آخرون إلى طرده من الجالية اليهودية، غير أن موظفي إدارة الجالية لاحظوا تزايد الأصوات الناقدة للاحتلال الإسرائيلي بين يهود بريطانيا، وأن هناك يهوداً معتدلين في المملكة المتحدة، أكثر بكثير مما توحي به بيانات الجالية رسمياً.
وحتى في عام "2010”، قال استطلاع للرأي أن "78%” من اليهود البريطانيين يؤيدون حل الدولتين، وإن "74%” يعارضون توسيع المستوطنات، فيما أيدت الأغلبية التفاوض مع حركة حماس.
وحسب الكاتب والمؤرخ اليهودي "جيفري آلدرمان”، فإن يهودا والسامرة "التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية”، قيد في عنق "إسرائيل”، مؤكداً وجود قيادة عربية جاهزة فعلاً لصنع السلام.