ظريف: سواء نجحت المفاوضات النووية أم لم تنجح فنحن الرابحون
طهران – كيهان العربي:- قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف: سواء نجحت المفاوضات ام لا نحن الرابحون، لان ما حققناه من مكاسب وانجازات خلال هذه السنوات تمثلت بالعزة والاتكاء على الذات، هذه المكاسب التي لا يمكن ان تلغى، وان الاميركيين والغرب قبلوا بهذه الحقيقة.
وعبر وزير الخارجية خلال كلمته أمس الثلاثاء أمام مجلس خبراء القيادة، عبر عن شكره لسماحة قائد الثورة الاسلامية لدعمه لفريق التفاوض النووي، وقدم تقريرا عن اخر اجراءات فريق التفاوض النووي والسياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية على الصعيد الدولي.
واشار وزير الخارجية الى سياسات الاعداء في اطار "الاسلام وفوبيا" و"رهاب ايران"، ودعم الجماعات الارهابية بأسم الحرية، وشرح جزء من الابعاد الاخرى لسياسة الغرب والاستكبار العالمي في هذا الاطار.
واشار الوزير ظريف الى رسالة 47 سناتورا اميركيا الى المسؤولين الايرانيين بخصوص الغاء جميع الاتفاقيات بعد انتهاء دورة الرئيس "اوباما" وقال: هذا النوع من الرسائل التي تعتبر غير مسبوقة وغير دبلوماسية، في الحقيقة تؤكد لنا ان الولايات المتحدة غير قابلة للثقة .
واضاف: اما مكاسب الغرب، تمثلت بأداة الحظر والضغوط على الامم المتحدة والتي بدأت بعد انتصار الثورة و تسخير وكر التجسس الاميركي ولم تكن جديدة على ايران.
كما اشار وزير الخارجية الى عداء الاستكبار العالمي خلال المراحل المختلفة من عمر الثورة الاسلامية الـ36 بمافيه الحرب المفروضة واتفاق رقم 598 بخصوص انهاء الحرب منوها الى جزء من مؤامرات اعداء النظام الاسلامي ووضع العراقيل المختلفة امام مسيرة الثورة الاسلامية.
وقال: نجحنا وبدعم من دبلوماسية بناءة خلال المفاوضات في الاشهر الماضية، من تغيير رؤية اطراف المفاوضات ضد ايران، رغم ان المفاوضات مع الاميركيين تواجه مشاكل نظرا لحضور المتطرفين في الكونغرس، لكننا نسعى وفي ظل الاتكاء على الباري تعالى ودعاء الشعب والائمة الاطهار (عليهم السلام) الى ايصال المفاوضات الى نتيجة مناسبة.
وكان الوزير ظريف قد قال قبل ذلك، انه لا قيمة قانونية لرسالة اعضاء مجلس الشيوخ، ومن الجيد ان يدرك السناتورات انه وفق القانون الدولي لا يمكن حتى للكونغرس ان يغير محتوى الاتفاق.
وقال ردا على سؤال بشأن الرسالة الاخيرة لـ47 سناتورا اميركيا: برأيي ان هذه الرسالة لا قيمة قانونية لها، وهي مجرد خدعة دعائية. واللافت هو انه في حين لم تصل المفاوضات بعد الى نتيجة ولم يحصل اتفاق، فإن جماعات الضغط في اميركا استولى عليها القلق بقدر اخذت تلجأ الى الاساليب الغريبة، ما تشير الى انها مثل نتنياهو تعارض اي نوع من الاتفاق.
وأبدى الدكتور ظريف استغرابه انه كيف يبادر بعض نواب برلمان بلد ما الى كتابة رسالة ضد رئيس بلدهم موجهة الى قادة دولة اخرى، وصرح ان رسالة اعضاء مجلس الشيوخ تلك، تشير الى انهم جاهلون بمبادئ القانون الدولي، بل حتى انهم غير مطلعين تماما على تفاصيل دستورهم بشأن صلاحيات الرئيس الاميركي في تنفيذ السياسة الخارجية.
واضاف: على هؤلاء السناتورات ان يدركوا ان العالم لا ينحصر بأميركا، وان العلاقات الدولية تنظم على اساس معايير القانون الدولي والالتزامات والواجبات الدولية للحكومات، وليس على اساس القوانين الداخلية للولايات المتحدة، مشددا على ان الحكومات تعتبر ممثلة للسيادة التامة وهي مسؤولة عن العلاقات الخارجية لدولها وهي ملزمة بالتعهدات التي تتقبلها في العلاقات مع الحكومات الاخرى، ولا يمكنها ان تتنصل عن تنفيذ الالتزامات الدولية بذريعة القوانين الداخلية.
وأردف ان تغيير الحكومات في اي بلد لا يعني إلغاء الالتزامات الدولية لذلك البلد، ولذا فإن اي إدارة في اميركا ملزمة بتنفيذ التعهدات التي تتقبلها الادارة الحالية في الاتفاق النووي المحتمل، واذا اراد الرئيس الاميركي القادم ان يلغي التعهدات الدولية للولايات المتحدة بجرة قلم حسب تعبير اولئك السناتورات، فإنه يرتكب انتهاكا سافرا للقانون الدولي، خاصة ان هذه التعهدات هي في اطار قرار ملزم من قبل مجلس الامن ونتيجة المفاوضات والاتفاق بمشاركة خمس دول اخرى، تشكل مع اميركا الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي.
وتابع: من الجيد ان يدرك هؤلاء السناتورات انه بناء على القانون الدولي، لا يمكن للكونغرس الاميركي في المستقبل ان يغير محتوى الاتفاق، ومن البديهي ان اي خطوة للكونغرس في منع تنفيذ اتفاق محتمل تتقبله الادارة الاميركية، فسيكون بمنزلة انتهاك التعهدات الدولية.
واختتم ظريف ان الجمهورية الاسلامية في ايران دخلت هذه المفاوضات بحسن نية وارادة تامة، ومن الضروري ان تثبت الاطراف المقابلة ايضا حسن نواياها وارادتها السياسية، من اجل التوصل الى اتفاق وتنفيذه.