الزيارة الاستراتيجية
زيارة الوزير عبداللهيان في هذه البرهة الحساسة، لبعض دول المنطقة خاصة وانها تتم بظروف معقدة لوجود ثلاث تطورات هامة تنعكس على مجمل الاوضاع فيها وهي التقارب السوري ـ التركي وحكومة صهيونية شديدة التطرف والحصار الاميركي المفروض على لبنان واخيرا العلاقات الايرانية السعودية المتعثرة في بغداد جراء فقدان اتخاذ القرار في الرياض .
فزيارة الوزير عبداللهيان بما يمثله من ثقل كوزير لخارجية دولة تتصدر محور المقاومة وتمتع بعلاقات مصيرية ومميزة مع دول كسوريا ولبنان والعراق واليمن وفلسطين تحظى باولوية خاصة يتابعها الراي العام العربي والدولي لما ستثمر عنها من نتائج تصب بالدرجة الاولى لمصلحة شعوب المنطقة وامنها واستقرارها وازدهارها وهذا ما تؤكد عليه ايران باستمرار منذ انتصار ثورتها الاسلامية وحتى اليوم، لان ابناء المنطقة هم الاحرص والاجدر على الحفاظ على مقدراتهم وثرواتهم وامنهم المستدام.
ومن البديهيات الثابتة التي لم تتغير يوما وهذا ما يزعج الاعداء ويفرح الاصدقاء في وقت واحد ان ايران مبدئية في مواقفها وملتزمة بما تتعهد به وان خسرت بعض مصالحها ودفعت الفواتير من اجل مواقفها وهذا مشهود لها.
فكل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان ايران الاسلامية بما تمتلكه من امكانات كبيرة وقدرات عسكرية هائلة خاصة الصاروخية والمسيرات جعلتها في عداد الدول الكبرى التي يحسب لها الف حساب. فطبيعي ان تتابع الدول الغربية خاصة اميركا التي تزعجها مثل هذه الزيارات الميدانية لمسؤول رفيع كوزير الخارجية للبنان الذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة جراء الحصار الاميركي الظالم على هذا البلد والذي يزعجها بشكل اكبر ان الوزير عبداللهيان يعلن من بيروت ان ايران لن تبخل عن دعم لبنان شعبا وحكومة ومقاومة في سرائه وظرائه في حربه وسلمه وهي في نفس الوقت تعلن استعدادها لمساعدة لبنان لاجتياز محنته الاقتصادية والطاقة خاصة في مجال الطاقة الكهربائية من منطلق صداقتها ووفائها للبنان كما عبر عن ذلك الوزير عبداللهيان والذي اكد بدوره ايضا ان اميركا لن تكون من تتحكون فرحة وسعيدة بالعلاقات الثنائية الايرانية ـ اللبنانية الاخذة بالتعمق والتجذر وهذا ما انعكس خلال محادثاته مع نظيره اللبناني عبدالله حبيب ورئيس مجلس النواب نبيه بري و رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
ولقطع الطريق على الاعداء والمتربصين الدوائر بلبنان نرى الوزير عبداللهيان يشدد مرة اخرى على ان ايران لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني ولن تملي عليه يوما اي شيء وهذا ما عرف عن ايران في تعاملها مع الحلفاء كاسياد خلافا لتعامل الدول الاخرى مع حلفائهم كالعبيد.
فبعد زيارته لبيروت حط في دمشق ليلتقى الرئيس الاسد ونظيره السوري باحث آخر المستجدات في المنطقة بهدف تحسين اوضاع المنطقة وشعوبها وايجاد الحلول الناجعة لمشاكلها بهدف تخطى الازمات التي يعانيها جراء التدخلات الاجنبية المقيتة أملا بطرد القوات الاميركية منها وانهاء التوتر فيها.