شئتم أم ابيتم ايران عالمية
بعد افشال التواطؤ الاميركي المشبوه بترحيل الملف النووي الايراني الى مرحلتين من قبل قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وتاكيده على حسم الملف في مرحلة واحدة وبكل تفاصيله، ارتبك القرار الاميركي وبدأ يلوح بالمزايدة والمهاترات في تعقيد الملف لكن سرعان ما تراجع عن خطوته غير المدروسة ليفكر بطرح لعبة اخرى عسى ان يلتف على الموقف الايراني المبدئي وفقا لحساباته الخاطئة والواهية لجني بعض المكاسب اولا وتهدئة الخواطر الوهمية للكيانين الصهيوني والسعودي ثانيا وهذا ما عبر عنه الرئيس الاميركي اوباما في آخر حديث له لوكالة رويترز بان "على ايران تجميد برنامجها النووي لمدة عشر سنوات".
هذا النمط من الخطاب اللامسؤول ومن اعلى مسؤول في الادارة الاميركية ينم عن تخبط واضح وعدم ادراك لمسار المفاوضات خاصة وانها سجلت وحسب اعترافاتهم تقدما ملحوظا في الجانب الفني الذي هو اساس المشكلة ان صحت ادعاءاتهم بانهم يريدون التثبت من عدم ذهاب ايران الى انتاج القنبلة النووية، لكن يبدو ان القضية في مكان آخر وهو العودة الى المربع الاول بتعطيل البرنامج النووي الايراني عبر طرح مثل هذه الألاعيب المفضوحة والتي لم تنطل على احد.
ومع ان الادارة الاميركية وحسب اكثر الاوساط الغربية وحتى الاميركية بانها هي احوج ما تكون لهذا الاتفاق الذي يحفظ ماء وجهها ومصالحها في المنطقة الا انها ستبقى تكابر وتماطل لرفع السقف لنواياها المعروفة مع انها تدرك تماما انها عاجزة عن ارتباكاي حماقة ضد ايران وهذا ما يريده الكيانان الصهيوني والسعودي المفلسان بدفع الولايات المتحدة الاميركية الى المحرقة لتقاتل بالنيابة عنهما الا ان الاخيرة اذكى منهما ولن تنجر لمعركة خاسرة يقتل فيها ابناؤها لمصالح الغير وهي لازالت تتحمل تداعيات ويلات خسائرها الباهظة في افغانستان والعراق ولم تندمل بعد جراحاتها العميقة.
اميركا تدرك هذه الحقيقة قبل غيرها بان ايران لن تاتي الى طاولة المفاوضات نتيجة الحظر كما تدعي ذلك كذبا انما هي التي دعت ايران الى استئناف المفاوضات بعد ان ايقنت ان عقودا من الحظر كانت دون جدوى ولن تفت من عزيمة الشعب الايراني من مواصلة مشواره لاحقاق حقوقه النووية اضافة الى ان ايران الاسلامية التي تتمتع بالمنطق القويم والسلمي لم تغادر يوما طاولة المفاوضات وانما الجانب الغربي الذي كان يفتقد الى منطق الصواب والدفاع عما يطرحه وهو من غادر على الدوام المفاوضات ولا يصمد امام الحقائق التي كانت تطرحها ايران.
على الادارة الاميركية التي خبرت جيدا ايران طيلة السنوات الاخيرة من التفاوض ان تبتعد عن الابتزاز واللف والدوران وهي لم تعد اميركا القرن الماضي انها اليوم منزوعة الانياب لا هي قادرة على مواجهة ايران ولا اذيالها في المنطقة لذلك عليها ان تحترم نفسها وتستغل هذه الفرصة التاريخية التي لا تتكرر للتوصل الى اتفاق شامل هي تلهث لانجازه لانه يرتبط بمصيرها ومستقبلها وان تتظاهر خلاف ذلك. فايران لن ترضى بما يخدش حقوقها النووية المنصوص عليها في المعاهدات الدولية وتطالب في نفس الوقت برفع العقوبات دفعة واحدة وفي غير ذلك فان البرنامج النووي ماض في تقدمه وهذا ما ثبت ليومنا هذا اضافة الى زيادة اقتدارها ونفوذها حتى خارج المنطقة وهذه حقيقة ساطعة تدركها اميركا قبل غيرها التي هي اليوم في انحسار مستمر.