اميركا إيغال في الجريمة
لا يختلف اثنان في المعمورة على ان الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش الارهابي صباح الجمعة ضد حافلة لنقل الفنيين والعمال الى حقل التيم النفطي في دير الزور والذي اسفر عن استشهاد عشرة منهم كان بتنسيق اميركي لانها بحاجة ماسة لاكمال محاصرتها لدمشق والضغط عليها حتى من خلال هذا الحقل الصغير الذي يوفر الحد الادنى من احتياجات الشعب السوري من الطاقة. فالقيام بمثل هذه العملية الارهابية هي مصلحة اميركية بالدرجة الاولى لاقناع الداخل الاميركي والرأي العام العالمي بان استمرار تواجدها على الاراضي السورية هو لمحاربة داعش التي تتخذها زورا ذريعا لابقاء قواعدها في سوريا.
وللعلم ان الماكنة الاعلامية الاميركية لازالت توحي للعالم بانها تحارب داعش في سوريا والعراق في وقت ان وجودها في قاعدة التنف في سوريا هو لتوفير ملاذ آمن لتنظيم داعش وتحركاته في هذه المنطقة حتى تستطيع الاستثمار فيها متى ما شاءت.
فعلى الجانب السوري خاصة الجيش الشعبي الاحتياطي للقوات المسلحة السورية وقف هذا الاستثمار المقيت لداعش الذي سيكون البداية لطرد الاحتلال الاميركي وقواته من الاراضي السورية وازالة قواعده والى الابد.
ويعتقد بعض المراقبين ان هذه العملية الآثمة التي تقف خلفها واشنطن تأتي للتشويش على التطورات السياسية والميدانية الاخيرة التي تمهد لدخول الجيش السوري الى شرق الفرات لذلك فعلت فعلتها الخبيثة لخلط الاوراق في هذه المنطقة مرة عبر تحريكها لداعش للقيام بهذه العملية الاجرامية ومرة عبر تحريكها لـ "قسد" لمواجهة داعش ومرة اخرى تحريكها لما يسمون بـ "ثوار الرقة".
حقا انها الشيطان الاكبر وصانعة الارهاب والاجرام في العالم بسبب ممارساتها الدموية والخبيثة على الارض للاستثمار في الجميع واستخدامهم من اجل مصالحها اللامشروعة وفي النهاية ترميهم بالمنديل في القمامة دون ان تكترث فيهم وقد شهد العالم بأم عينيه كيف تخلت اميركا عن عملائها الذين خدموها ردحا من الزمن كامثال الشاه ومبارك وبن علي وصدام وهم على راس السلطة وهي تبتزهم فكيف بحال هؤلاء الذين هم مجرد اجراء وخدم تحت الطلب وقت الحاجة لايملكون لا قرارهم ولا حتى قوت يومهم.
ولا ننسى ان نشير الى ان نشاط هذه الجهات الثلاث داعش وقسد و"ثوار الرقة" وتحركها على اارض يمنح ورقة سياسية للقوات الاميركية للبقاء في سوريا وتعزيز وجودها بذريعة مكافحة داعش التي هي في الاصل صناعة اميركية باعتراف حكومتي اوباما وترامب وهذه حقيقة لا يمكن تغطيتها بالغربال.
ولتعلم هذه الجهات الثلاث التي هي في خدمة المصالح الاميركية ستخسر قريبا كل شيء وان مصيرها المحتوم هو الفناء والخزي والعار لان من يخون شعبه وبلده خدمة لمصلحة الاجنبي المستعمر لن يكون مصيره احسن من ذلك.