تهديدات صنعاء ضيقت الخناق على التحالف
منذ نهاية الهدنة في تشرين الاول اكتوبر المنصرم لازالت الازمة اليمنية تراوح مكانها سياسيا واقتصاديا وانسانيا بالرغم من كل المساعي التي جرت لحلحلتها وذلك بسبب التعنت السعودي ـ الاماراتي في الاستمرار بالحصار والعدوان وهذا ما ينذر بتفجير الوضع وعودة الامور الى المربع الاول اي عودة المعارك و استئناف حرب المسيرات والصورايخ لضرب السعودية والامارات في الصميم ليتذوقا مرة اخرى مرارة عداونهما على اليمن لكن اذا ما حدث هذه المرة ستكون التكلفة باهضة جدا لهما ولاسيادهما في الغرب فالقضية ليست بهذه البساطة التي يتصورونها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويلح عليه المراقبون لماذا تصر الرياض وابوظبي على الاستمرار، في الحصار والعدوان رغم فشلهما في تحقيق اي من اهدافهما على الارض؟ وماذا تبقى لهما من خيارات بعد هذه الهزائم الساحقة في الميدان ومنعهما من سرقة النفط اليمني؟
وماذا بعد ظهور بوادر ثورة قبلية في الجنوب اليمني بعد تردي الاوضاع المعيشية والخدمات وما يجري فيها من تحركات مشبوهة ومؤامرات خطيرة تهدد وحدة اليمن وسلامة اراضيه وكذلك الملاحة الدولية.
كل هذه المستجدات التي تشهدها الساحة اليمنية هيفي الاساس ناتجة عن ضغوط واشنطن باتجاه دول العدوان لدفعها في الاستمرار بالحصار والعدوان على اليمن لاجبار القيادة في صنعاء للخضوع الى شروطها المجحفة بحق الشعب اليمني لكن خسأت اميركا ومن يقف معها من دول العدوان ان تنال من ارادة الشعب اليمني الذي جاء رده صاعقا وعلى لسان مجلس الشورى الذي هدد بقصف السعودية الامارات في حال استمرارهما بالعدوان والحصار وهذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمهما هاتان الدولتان وعليهما ان تتحملا عواقب الامور ووزرها.
فتهديدات صنعاء الجادة باتت المخرج الوحيد على ما يبدو للخروج من الازمة ووضع نهاية للهدنة التي اصبحت رهينة بيد دول التحالف الذي ضاقت عليها الخيارات وليس في جعبتها من اوراق لتلافي الموقف على الصعيد الميداني، اما على الصعيد الشعبي وخاصة في المحافظات الجنوبية يواجه تحالف العدوان تحديا كبيرا سينتهي باذلاله وطرده ونهاية احتلاله البغيض لهذه المحافظات. فقد شهدت مأرب خلال الايام الاخيرة الماضية اشتباكات دامية بين قبائل عبيدة وقوات الاصلاح سقط فيها عشرات القتلى والجرحى فيما خرج آلاف المتظاهرين في منطقة ردفان بمحافظة لحج ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات. وبالتاكيد ان هاتين الظاهرتين اخذتان بالتوسع في المحافظات الاخرى ومنها شبوة وحضرموت وقد لا تتوقف الا بازالة الاحتلال وطرده منهم ورغم كل ما جرى ويجري في اليمن نتيجة العدوان الغاشم لدول التحالف فان القيادة اليمنية وعلى راسها القائد والمجاهد الكبير عبدالملك الحوثي لم تغلق الباب فقد اعلن في خطابه مؤخرا وبمناسبة ذكرى يوم الشهيد "نحن حريصون على تحقيق السلام العادل والمشرف ونحن في موقف الدفاع عن بلدنا وشعبنا" وهذه رسالة صريحة وواضحة من ان صنعاء لم تخف رغبتها في السلام طبعا من دون ان تنتقص من كرامة وحقوق شعبها ووحدة اراضيه لكنها وفي نفس الوقت لم تفرط بأي من ثرواتها خاصة النفطية وقبلها السيادة الكاملة و استقلال القرار.